تابعت القوات اليمنية الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الأربعاء عمليات تعقب المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين يستمرون بالانسحاب بعد أن خسروا مدينة عدن وقاعدة العند الجوية الأكبر في البلاد، بحسب مصادر عسكرية.
وذكرت المصادر أن قوات هادي تحاصر المتمردين الذين انسحبوا من الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية الواقعة شمال عدن، ومن قاعدة العند الواقعة في المحافظة نفسها.
كما تحاصر القوات الموالية لهادي المتمردين الحوثيين وحلفاءهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في منطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند.
وسقطت قاعدة العند الاستراتيجية بعد هجوم شنته قوات هادي مدعومة من طيران وسلاح التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وذلك بحسب وزارة الدفاع اليمنية ليل الاثنين الثلاثاء.
وكان التحالف أطلق في 26 مارس عمليته العسكرية ضد الحوثيين وقوات صالح، ودعما للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الذي يقيم في السعودية، إلا أن حكومة هادي استعادت موطئ قدم لها في اليمن بعد طرد الحوثيين من عدن التي بات يتواجد فيها عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.
وتعتبر خسارة قاعدة العند ضربة قاسية للحوثيين الذين كان أكد زعيمهم عبد الملك الحوثي الأحد قبل سقوط القاعدة أن “الخرق الذي حققه العدو في عدن سيفشل، (أنه) عارض وقتي سيزول”.
وقتل 39 متمردا على الأقل و17 مقاتلا مواليا خلال الساعات الـ24 الأخيرة في المعارك العنيفة في الحوطة بحسب مصادر طبية وعسكرية.
وقال مصدر عسكري الأربعاء “إن الحوطة باتت تحت السيطرة بعد عمليات تمشيط ليل الثلاثاء وصباح هذا اليوم”، فيما من المتوقع أن يصل محافظ لحج خلال النهار إلى المدينة للمرة الأولى منذ سيطرة الحوثيين عليها في مارس.
واستعادة السيطرة على لحج تعزز السيطرة على مدينة عدن، ثاني أكبر مدن البلاد التي شهدت معارك عنيفة طوال أشهر، ومن المتوقع أن تتجه القوات الموالية لهادي الآن للسيطرة على محافظة ابين الجنوبية المجاورة التي ما زال الحوثيون يسيطرون على عاصمتها زنجبار.
وأكد متحدث باسم القوات الحكومية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الموالية لهادي أن تحرير زنجبار “بات قريبا” مشيرا إلى أن المقاتلين الموالين وجهوا “ضربات قاسية” للمتمردين في إبين.
من جهته، أشار خبير الشؤون العسكرية في الشرق الأوسط والخليج رياض قهوجي إلى “عدم وجود قدرة فعالة للحوثيين وحلفائهم على صد هجوم” القوات الموالية لهادي التي “تسيطر بسرعة على ابين وعلى تعز”، ثالث أكبر مدن اليمن (جنوب غرب).
وبحسب قهوجي، فإن قوات هادي التي تحظى بدعم طيران التحالف العربي الذي “يتمتع بسيطرة كاملة على الأجواء”، “باتت تستفيد أيضا من دعم من القوات البرية للتحالف التي أنزلت مؤخرا في عدن مزودة بأسلحة متطورة بينها دبابات وقطع مدفعية”.
واعتبر قهوجي أن “استمرار الهجوم يشكل عامل ضغط كبير على الحوثيين لمراجعة موقفهم الرافض لمبادرات الحل السلمي للأزمة”.
وأشار إلى أن الحوثيين “بدأوا بإظهار ليونة وتراجع عن مواقفهم” ما يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق العملية السياسية مجددا.
وكان زعيم الحوثيين أكد الأحد أنه مستعد لحل سياسي في اليمن.
والحوثيون الذي ينتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية ويعتبرون مقربين من إيران، أطلقوا في 2014 حملة توسعية انطلاقا من معاقلهم في شمال البلاد بدعم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يتمتع بنفوذ كبير في الجيش، وسيطروا على صنعاء في سبتمبر ثم وسعوا انتشارهم إلى جنوب البلاد.
وعلى الصعيد الإنساني، حطت طائرة سعودية عسكرية الأربعاء في مطار عدن حيث أوصلت شحنة جديدة من 25 طنا من المساعدات الطبية .
المصدر : أ ف ب