لايمكن لعقل بشري أن يستوعب حجم الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد اكتشاف المزيد من المقابر الجماعية لفلسطينيين قتلهم الجيش وأعدمهم بدم بارد وقام بمواراتهم تحت التراب بجرافات عسكرية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس .
أعلن أمس عن انتشال جثامين ٥٠ فلسطينيا دفنهم الجيش في مقبرة جماعية ليرتفع عدد شهداء المقابر إلى اكثر من ٢١٠ في خانيونس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة مطلع أبريل الجاري، إضافة لنحو ٥٠٠ مفقود في هذه المجازر و٢٠٠٠ من الذين اختفت آثارهم حيث يستخدم الاحتلال طريقة الإخفاء القسري على جرائمه ويقوم بتجريف الجثث والتنكيل بها ودفنها قبل الانسحاب ..
يقول الدفاع المدني ان العديد من شهداء المقابر الجماعية تم تعريتهم قبل ان يقتلهم الاحتلال وانه تم تسجيل العديد منهم تحت بند مجهول لان معظمهم قدم من شمال غزة موضحا أن ما حصل لم يحدث في تاريخ البشرية وأن الأسلحة المستخدمة لم تستعمل من قبل ..
وقالت حماس إن هذه الجرائم تطرح تساؤلات عديدة حول مصير آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا مفقودين وهناك تخوفات من وجود المزيد من المقابر الجماعية التي لم يتم الوصول اليها.
إضافة لضحايا المقابر المروعة فان مجازر الاحتلال متواصلة في مختلف أنحاء القطاع وبشكل يومي يرتقي عشرات الشهداء ليرتفع عددهم مع المصابين إلى أكثر من ١١٠ آلاف إضافة لسبعة آلاف من المفقودين في شمال غزة ..
إن عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين بهذه الطرق القاسية لم تكن لتتواصل لولا الدعم والغطاء الدبلوماسي والعسكري الذي تمنحه ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن لإسرائيل لتستمر بمجازرها وعدوانها ، لا سيما وان الولايات المتحدة التي تقوم بدور منحاز لصالح إسرائيل تثبت يوميا انها شريك بهذا العدوان وهي التي وافقت السبت على دعم اسرائيل بأكثر من ٢٦ مليار دولار لأغراض عسكرية من اجل مواصلة عدوانها ..
وضع رئيس هيئة اركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي أمس خطط مواصلة العدوان على غزة التي يبدو أن القدر فرض عليها ان تعيش تحت الدمار والخراب ومن الواضح أن اسرائيل غير معنية بوقف حربها الأمر الذي ينذر بمزيد من المجازر والمقابر ، دون أي صوت إنساني فيه ضمير يفرض على إسرائيل وقف أعنف وأشرس عدوان في التاريخ.
المصدر : صحيفة القدس