صحيفة القدس الفلسطينية سلطت الضوء على تطورات الأوضاع في غزة وكتبت في افتتاحيتها ..
بعد التصريحات التي أدلى بها خبراء بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة تعد الآن من بين أكثر الحملات دموية وتدميرا في التاريخ، وأن ما أحدثه العدوان على غزة يفوق الدمار الذي أحدثه قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية وأن إسرائيل قتلت مدنيين أكثر مما قتله التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في الحملة التي استمرت 3 سنوات ضد تنظيم “داعش” فإن ذلك يجدد التأكيد على أن الحرب على غزة لا يعقل أن تكون موجهة إلى مسلحين أو عسكريين أو نشطاء وإنما هي حرب إبادة تدميرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
حرب تستهدف الشعب الفلسطيني بغزة من أجل القضاء على كل مقومات حياته من خلال تدمير ثلثي منازل القطاع في الشمال وربع المباني في الجنوب إضافة إلى المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمتاجر ورغم تجاوز عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة حاجز ٢٠ ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، ودعوات المجتمع الدولي المتكررة إلى وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل تصر على المضي قدما بمزاعم وحجج السعي لتدمير القدرات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
يختلف الحال في الميدان داخل قطاع غزة من خلال صور الدمار والشهداء جراء المجازر المنظمة وآخرها مجازر المغازي وخانيونس وعمليات الإعدام المبرمجة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في جباليا تحديدا عما ينقله قادة المستوى السياسي وقادة الجيش إلى العالم بتصريحات يزعمون فيها أن القصف الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين وأن إسرائيل معنية فقط بالقضاء على قيادات المقاومة ، والحقيقة أن هذه الحرب موجهة نحو الشعب وخصوصا المدنيين من النساء والأطفال والعزل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يدفعون فاتورة باهظة ولم يسبق لها مثيل في التاريخ لرد فعل وانتقام إسرائيلي على ما حدث من فشل استخباراتي وعملياتي في السابع من أكتوبر وسعي إسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو لإطالة أمد الحرب لأطول مدى ممكن على حساب الدم الفلسطيني الذي يسفك ليل نهار والعالم يقف متفرجا وصامتا وعاجزا عن ردع إسرائيل والضغط عليها لإيقاف الحرب التدميرية ذات أبعاد الإبادة والطمس والتهجير .
المصدر : صحيفة القدس الفلسطينية