في موازاة الرسائل الدموية التي يوجهها الاحتلال الإسرائيلي إلى سكان قطاع غزة، في حرب الإبادة المستمرة، والتي فاقمها شح المساعدات الإنسانية والتجويع المتعمد واستهداف إسرائيل للقطاع الصحي، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب اعتقاله بموجب مذكرة صادرة عن «محكمة الجنايات الدولية»، رسالة لسكان غزة.
«عليهم أن يختاروا، بين الموت والحياة». هذا ما قاله في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعي، أمس: «أناشد سكان غزة. يمكنكم اختيار الحياة وضمان مستقبلكم ومستقبل عائلاتكم، أو يمكنكم التشبث بالدمار والموت. القرار لكم. اختاروا الحياة».
وكان نتنياهو يتحدث، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن مصير عشرات المحتجزين لدى حركة «حماس» داخل قطاع غزة.
لكن نتنياهو الذي أفشل – حسب ذوي عائلات المحتجزين وحسب الطرف الفلسطيني في المفاوضات – أكثر من مرة، وقف إطلاق نار فاوض الوسطاء عليه، يواجَه بموقف لفصائل المقاومة التي تقاتل بشراسة في قطاع غزة.
ويظهر نشاط المقاومة العسكري تطورا نوعيا في استهدافاتها وطرق التحامها بجنود الاحتلال ، وتنفيذ عمليات تهدف إلى قتل أكبر قدر ممكن من جنوده.
أما سياسيا، فأعلنت حركة «حماس» أمس، على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري، أن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى، لكن الحركة لن تقبل بأي تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين في القطاع وضمان عودتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار.
وكان قطاع غزة، ورغم الظروف الجوية السيئة وهطول الأمطار الغزيرة، التي أغرقت من جديد خيام النازحين والقاطنين في المناطق المدمرة، شهد استمرارا من جانب الاحتلال في شن الهجمات الدموية.
ونفذت قوات الاحتلال عمليات قصف طالت منازل ومناطق النزوح القسري، وارتقى عشرات الشهداء وأصيب عشرات آخرون، في الوقت الذي واصل فيه سكان حي الشجاعية عمليات النزوح القسري، بعد إنذارات إسرائيلية لهم، لبدء جيش الاحتلال عملية برية في ذلك الحي الواقع شرق مدينة غزة.
وسجل أمس تدهور في حالة مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع، الطبيب حسام أبو صفية الذي أصيب في قصف السبت.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إنه منذ بداية الحرب استشهد أكثر من ألف طبيب وممرض واعتقل أكثر من 310 منهم. وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من خطورة الوضع الإنساني في القطاع.