كتبت صحيفة القدس في صفحة الرأي تقول أن لجنة التشريعات الوزارية في الحكومة الاسرائيلية تناقش مجددا مشروع قانون الأذان الذي يهدف الى منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد وكذلك إسكات أجراس الكنائس وذلك بعد إجراء تعديلات عليه تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات حزب “يهدوت هتوراه” الذي يرأسه الحاخام ليتسمان الذي أبدى مخاوفه من أن يطال القانون أصوات البوق التي تطلق قبل بدء يوم السبت وكذلك مكبرات الصوت للسيارات التابعة للحريديم والتي تطوف الشوارع وتعلو منها أصوات شعائر تلمودية.
وفي حال صحت هذه الأنباء فإن ذلك يعني ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي ماضية في تحويل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي من صراع سياسي الى صراع ديني ينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها خاصة وأن الأذان هو من الشعائر الدينية التي لا يمكن للمسلمين التنازل عنه او الموافقة على منعه او الحد منه وكذلك الأمر بالنسبة لأجراس الكنائس سواء في القدس الشرقية او في الداخل الفلسطيني.
كما أنه في حال الموافقة على التعديلات سيعرض مشروع القانون على الكنيست للمصادقة عليه بالقراءة الأولى، كما حصل بالنسبة لمشروع قانون شرعنة المستوطنات والبؤر الاستيطانية المقامة على أراض فلسطينية خاصة.
ان من شأن إصرار اليمين الاسرائيلي المتطرف بقيادة بنيامين نتانياهو على تحويل مشروع القانون الى قانون هو أشعال المنطقة وزيادة حدة الكراهية بين الشعبين، وزيادة أعمال العنف، الأمر الذي سينعكس ليس فقط على الفلسطينيين والاسرائيليين فقط بل وعلى العالم بأسره، لأن الفلسطينيين يعتبرون هذا الإجراء مساً بشعيرة من شعائرهم الدينية، وسيقاومون هذا القانون بكل السبل المتاحة والتي لا تتعارض مع القانون الدولي الذي يحترم الأديان السماوية الثلاثة ويحرم المس بها بل يدعو الى حوار الأديان خاصة وأنها أديان سماوية جاءت لهداية الناس.
واستنادا الى ذلك وخوفا من اندلاع أعمال عنف لا تحمد عقباها، فإن العالم العربي والاسلامي مطالب بوقفة جادة إزاء هذا الانتهاك الاسرائيلي لحرية الأديان،حيث يستغل الاحتلال الأوضاع العربية والإسلامية لتمرير مخططاته الهادفة الى محو وإنهاء الهوية والثقافة والحضارة العربية والإسلامية في إطار محاولاته تهويد كل ما هو عربي فلسطيني وإسلامي وتغيير الجغرافيا والتاريخ متعديا بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية التي تمنع إجراء أي تغييرات في المناطق المحتلة، وكذلك المس بالأديان والشعائر الدينية.
ومن هنا فإن من واجب الأمم المتحدة، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، التحرك السريع والضغط على اسرائيل لمنعها من مواصلة انتهاكاتها للقانون الدولي ولمنع تحويل الصراع الى صراع ديني سيأكل الأخضر واليابس ولا يبقي ولا يذر.
كما ان اسرائيل تستغل وصول ترامب الى الرئاسة الأميركية والمعروف بسياسته المؤيدة لاسرائيل والمناهضة للعرب والمسلمين لتنفيذ سلسلة من الانتهاكات ظنا منها بأن تنجح في سياستها التهويدية والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف من خلال فرض الأمر الواقع، إلا ان هذه السياسة سيكون مصيرها الفشل لأن شعبنا لن يقبل بهذه السياسة وسيقدم الغالي والنفيس من أجل إفشالها وإيصالها الى طريق مسدود.
المصدر: وكالات