القاهرة على موعد مع خسوف قمري من الرابعة والنصف فجر غد وحتى شروق الشمس
على مدى خمس ساعات، من الساعة الرابعة و٣٥ دقيقة فجر غد وحتى الساعة التاسعة و٤٩ دقيقة و٣٦ ثانية، سيكون سكان الكرة الأرضية على موعد مع أول ظاهرة خسوف قمري لهذا العام، يتوافق حدوثه مع اكتمال بدر شهر جمادى الأولى للعام الهجري (١٤٤٠)، وهو من النوع الكلى الذي سيغطي فيه ظل الأرض ١٢٠ في المائة تقريبا من قرص القمر، ويعني هذا أن بوسع الكثير من المهتمين بمشاهدة النجوم أن يسهروا لوقت متأخر أو يشاركوا في واحدة من حفلات المشاهدة التي يجري الترتيب لها في أغلب المراصد العالمية، وسيفتح مرصد حلوان أبوابه ليلًا للجمهور وهواه علم الفلك لمتابعة الظاهرة.
وسيكون سكان القاهرة على موعد مع رؤية ثلاث مراحل فقط من مراحل الخسوف الكلى السبع التي سيمر بها القمر الليلة المقبلة، وهى مراحل بداية الخسوف شبه الظلي وبداية الخسوف الجزئي وبداية الخسوف الكلي، ولن يتمكنوا من رؤية المراحل الأربع الباقية نظرًا لشروق الشمس في الساعة السادسة و٥١ دقيقة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، أي بعد بداية الخسوف الكلي للقمر بعشر دقائق.
وقال الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح خاص ـ إنه يمكن رؤية الخسوف الكلى للقمر في منطقة الشرق الأوسط ، وأوروبا وإفريقيا والأمريكتين، ومعظم مناطق شرق روسيا والمحيط الهادي، مشيرًا إلى أن جميع مراحل الخسوف السبع ستستغرق من بدايته إلى نهايته مدة قدرها خمس ساعات و١٥ دقيقة تقريبا، فيما يستغرق الخسوف الكلي (ومراحلة بداية الخسوف وذروته ونهايته) ساعة واحدة و٣ دقائق، وستكون أفضل رؤية له في الأميركيتين، حيث ستشهد الخسوف الكلي لقمر الذئب الدموي العملاق عبر الولايات المتحدة.
وأضاف” وإذا كانت السماء صافية، فسيظهر الخسوف الكلي في الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية وجرينلاند وأيسلندا وايرلندا والمملكة المتحدة والنرويج والسويد والبرتغال والسواحل الفرنسية والاسبانية، فيما ترى بقية أوروبا، فضلا عن أفريقيا، رؤية جزئية للخسوف قبل أن يصل القمر إلى مرحلة الاختفاء التام، وفي بعض الأماكن سيتم بث الظاهرة على الهواء مباشرة، بما في ذلك مرصد جريفيث في لوس أنجلوس.
ويعد الخسوف الكلى للقمر المرتقب الليلة القادمة مميزاً لوجود قمر عملاق، وحدوث الخسوف كليا، واستمراره لفترة طويلة، تصل إلى ٦٣ دقيقة، ويحدث الخسوف الكلي للقمر فلكيا عند اصطفاف الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم ومستوى واحد، ما يجعل ظل الأرض يسقط على سطح القمر، فتحدث ظاهرة الخسوف القمرى، التى تكون خسوفا كاملا للقمر عندما يغطى ظل الأرض كامل القمر ، وعندما يتعامد القمر مع الشمس والأرض يكتسب لونها الأحمر أو دموي لمن يشاهدونه، أما القمر العملاق فيحدث عندما يكون القمر قريبا من الأرض، و”القمر الذئب” وهو الذى سيبدو الليلة مخسوفا فهو الاسم التقليدي للقمر المكتمل لشهر يناير، عندما كان عواء الذئاب الصوت الذي يساعد في تحديد الشتاء.
وسيدخل القمر أولى مراحل الخسوف الكلى، وهى مرحلة الخسوف شبه الظلى فى الساعة الرابعة و ٣٥ دقيقة فجر غد الاثنين بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، ثم تبدأ مرحلة الخسوف الجزئى فى الساعة الخامسة و٣٣ دقيقة و٣٦ ثانية، تليها مرحلة بداية الخسوف الكلى وسيكون ذلك في الساعة السادسة و٤٠ دقيقة و٤٨ ثانية، وسيحدث بعدها الخسوف لمرحلة ذروة الخسوف الكلى فى الساعة السابعة صباحا و١٢ دقيقة و١٨ ثانية ، ثم تحدث مرحلة نهاية الخسوف الكلى فى الساعة السابعة و٤٣ دقيقة و٤٨ ثانية ، ويبدأ القمر فى الخروج من الخسوف بمرحلة نهاية الخسوف الجزئى الذى سيحدث فى تمام الساعة الثامنة و٥١ دقيقة ، وينهى القمر خسوفه بمرحلة نهاية الخسوف شبة الظلي وسيكون ذلك فى الساعة التاسعة صباحا و٤٩ دقيقة و٣٦ ثانية.
وخسوف القمر المرتقب فى الليلة المقبلة هو واحد من خسوفين للقمر خلال عام ٢٠١٩، وسيكون الخسوف الثانى من النوع الجزئى وسوف يحدث ليلة يوم (١٧/١٦ ) يوليو القادم، وستتمكن مصر ودول المنطقة العريية من رؤيته.
ويأتي خسوف الليلة بعد كسوف جزئي للشمس حدث يوم 6 يناير الجاري، ويصل إجمالى ظواهر الكسوفات الشمسية والخسوفات القمرية لهذا العام إلى خمس ظواهر، ويمكن الاستفادة منها كضوابط للتقويم الهجري والتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية، حيث تعكس هذه الظواهر بوضوح حركة القمر حول الأرض، وحركة الأرض حول الشمس، إذ يحدث الكسوف الشمسي في وضع الاقتران، ويكون بشيرا بقرب ولادة الهلال الجديد، ويعتبر مركز الكسوف موعدا لميلاد القمر الجديد وبالتالي غرة الشهر الهجرى، ويحدث الخسوف القمرى فى وضع التقابل أى منتصف الشهر الهجري عندما يكون القمر بدرا.
المصدر: أ ش أ