القاهرة تتلألأ لاستقبال ضيوف المنتدى الحضري.. المجمع الحرفي وشارع المعز على خريطة المزارات
في مدينة تحمل بين جنباتها عراقة الماضي والحاضر، تنطلق غدا الاثنين، من القاهرة العاصمة أعمال المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة «WUF12» تحت شعار “الكل يبدأ من النطاق المحلي – العمل المحلي من أجل مدن ومجتمعات مستدامة”، ويحظى بتفاعل دولي ومحلي واسع النطاق من حيث تسجيل طلبات الحضور لفعاليات المنتدى، حيث تخطى عدد المسجلين 24 ألف طلب، وهو رقم غير مسبوق في دورات المنتدى الحضري التي أقيمت من قبل، وسط مشاركة دولية عالية التمثيل والمستوى محليًا وإقليميًا ودوليًّا.
وكانت القاهرة هي الاختيار الأفضل الذي قُدم للأمم المتحدة، حيث تتفق مع معايير مرتبطة بقدرة الدولة على الاستضافة، وإمكانات الإعاشة والتنقل واللوجيستيات، بالإضافة إلى سابقة تنظيمها لمؤتمرات على نفس المستوى والأهمية، كما شهدت محافظة القاهرة خلال الفترة الماضية تطورًا حضريًا غير مسبوق في مجالات الإسكان والبنية التحتية والطرق والقضاء على العشوائيات، ما عزز من قدرتها على استضافة مثل هذه الأحداث العالمية المتصلة بأهداف التنمية الحضرية، حيث استهدفت خلال فعاليات المنتدى المتعددة ومنها الأسبوع الحضري للقاهرة، الترويج لهذه الإنجازات وبناء هوية دولية حديثة للقاهرة، وأيضا استعراض إرث المحافظة التاريخي العريق، ما يمنح المنتدى الحضري العالمي نوعًا من الاختلاف والتعدد والتنوع ويعكس أهمية التطور الحضري بمصر واهتمامها بقضايا التعمير والتنمية.
ومنذ الإعلان عن استضافة القاهرة لهذا المنتدى الهام، وفي ظل توقعات نجاح الدورة الجديدة للمنتدى على أرض مصر في توحيد جهود الأطراف المشاركة لتدشين حقبة جديدة من التحضر والتنمية العمرانية المستدامة، حرصت أجهزة المحافظة برئاسة الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة على العمل على إنجاح الفعاليات بالتعاون مع الوزارات والهيئات المشتركة في تنظيم الحدث، وفي مقدمتها برنامج موئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات)، وبالتعاون مع وزارتي الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتنمية المحلية، وذلك من حيث استقبال الضيوف الدولية المشاركة وتوفير كل الحلول اللوجيستية المصاحبة لفعاليات المنتدى ومتابعة مختلف التطورات الخاصة باستضافة المنتدى بصورة يومية بشكل أساسي سواء على صعيد النقل والمواصلات، والبنية التحتية، وتنظيم الزيارات، وأيضًا تنظيم عمل المتطوعين.
وفي إطار الترويج للمنتدى، نظمت المحافظة حملة ترويجية للتعريف به منتشرة بكافة شوارع وميادين القاهرة، وتوجد 21 شاشة إلكترونية تعرض برنامج المنتدى، كما سيتم تسيير 3 أتوبيسات مكشوفة طوال أيام المنتدى.
ولأن المنتدى الحضري العالمي على أرض محافظة القاهرة والتي تعد من أهم وأقدم المدن التراثية والثقافية والحضارية بالعالم، والتي تقع على ضفاف نهر النيل، كما يأتي في ذكرى الاحتفال بمرور 1055 عاما على إنشاء العاصمة، القاهرة التي تعتبر مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا هامًا، تم وضع قرية الفواخير، والمجمع الحرفي على خريطة المزارات أثناء فترة انعقاد المنتدى للتعريف بالحرف اليدوية ومستوى التطور الحضري الجاري بالمنطقة المحيطة بهما، حيث شهدت تلك القرية أعمال تطوير شملت استكمال توصيل جميع المرافق «مياه – غاز – كهرباء – صرف» إلى جانب الاستمرار في تركيب أفران الغاز صديقة البيئة والبديلة عن الأفران البدائية ورفع كفاءة المباني وتركيب لاند سكيب زراعي إلى جانب تركيب أرفف جانبية على حوائط كل فاخورة لعرض المنتجات عليها بشكل جمالي بالإضافة إلى طلاء واجهات الفواخير، وتقنين أوضاع العاملين بها وإنشاء مدرسة لتعليم صناعة الفخار للحفاظ على استمرار المهنة.
ويستمر تألق العاصمة أثناء فعاليات المنتدى بافتتاح حديقة الأندلس التراثية بعد صيانتها وتطويرها، وتنظيم أمسية بحديقة الأزهر للتمتع بالفلكلور المصري الأصيل، وزيارة لشارع المعز وخان الخليلي، ثم يختتم اليوم الأخير بحفل لفرق الفنون الشعبية بمحكى قلعة صلاح الدين .
وأكد الدكتور إبراهيم صابر أن القاهرة ستستعرض، خلال المنتدى، تجربة القضاء على المناطق العشوائية بالعاصمة، والتي شكلت واحدة من التحديات الكبرى التي نجحت الدولة فيها تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قدمت نموذجاً مميزا في مجال إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة الخدمات، تم فيها تغيير حياة ما يقارب من مليون مواطن تم نقلهم إلى وحدات سكنية حضارية ومؤثثة بالكامل.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن الدولة قامت بالعديد من المشاريع لتحسين البنية التحتية، بما في ذلك تطوير المناطق السكنية المتكاملة والمستدامة بديلة المناطق غير المخططة، وإنشاء شبكة طرق جديدة تربط ما بين شرق القاهرة وجنوبها، والعاصمة الإدارية الجديدة، وكان من أبرز هذه المشاريع، مشروع تطويرتلال الفسطاط، وبحيرة عين الحياة، ومدينة الأسمرات، بالإضافة إلى المتحف القومي للحضارة، والذي يهدف إلى ربط جميع العناصر التراثية لتصبح مركزًا حضاريًا ومتنفسًا عمرانيا للقاهرة بشكل عام، والقاهرة التاريخية بشكل خاص، واستكمال ما بدأ من تطوير في حديقة الأزهر التي تحولت من مقلب للقمامة إلى متنزه ورئة جديدة للقاهرة، وقلعة صلاح الدين، حتى تبقى القاهرة، بفضل موقعها الجغرافي الفريد وتاريخها الغني، واحدة من أبرز المدن في العالم، تضيء بتراثها العريق وثقافتها المتنوعة.
وفي إطار استعدادات المحافظة لاستقبال الضيوف الدوليين المشاركين بالمنتدى وحرصها على خروج هذا المنتدى بالشكل الذي يليق بمصر ومكانتها الإقليمية والدولية، كونه ثانى أكبر حدث أممي ضمن أجندة الأمم المتحدة بعد قمة المناخ، أقامت المحافظة ساحتي الانتظار الجديدتين للسيارات خلف مركز المنارة للمؤتمرات الدولية لتسعان أكثر من 1200 سيارة لتوفير أماكن انتظار للوفود المشاركة في المنتدى الحضري العالمي، كما قامت هيئة النظافة برفع كفاءة وتطوير الحدائق المحيطة بمركز المنارة لاستقبال ضيوف المؤتمر.
وحرصت محافظة القاهرة على اختيار عدد من السائقين المهرة والذين سبق لهم العمل خلال مؤتمر المناخ العالمي بشرم الشيخ للعمل على الأتوبيسات التي قامت بتجهيزها هيئة النقل العام لخدمة ضيوف المنتدى، وعددها 100 أتوبيس صديق للبيئة، منها 15 أتوبيسا لخدمة ذوي الهمم، بالإضافة إلى 30 أتوبيسا من شركة مواصلات مصر لنقل زوار المنتدى، وسيتم كذلك توفير مرافق من المتطوعين بكل أتوبيس للتواجد مع الضيوف أثناء تنقلهم.
كما تقرر بالتنسيق مع وزارة النقل أن يكون مواعيد خدمة أتوبيسات النقل العام من الساعة 6:15 صباحاً حتى الساعة 10 مساء على مدار اليوم من 9 محطات رئيسية بنطاق القاهرة الكبرى بنظام التفويج المباشر، بحيث تنطلق الأتوبيسات مباشرة من المحطات الرئيسية المحددة إلى مقر انعقاد الفعاليات بدون توقف في أي محطات أخرى وذلك بزمن تقاطر يصل إلى 10 دقائق في أوقات الذروة والمحطات كالتالي (التجمع الثالث – المهندسين – الاستاد – شيراتون – عبد المنعم رياض – العباسية – المعادي – دريم بارك – التجمع الأول) علماً بأنه يتوافر كود الإتاحة الخاص بذوي الهمم في هذه الأتوبيسات بنسبة 30%.
ومثل “أسبوع القاهرة الحضري” الذي أطلقته محافظة القاهرة، منصة هامة مهدت لاستقبال المنتدى الحضري العالمي ومساحة حرة لمناقشة تحديات وفرص التحضر من خلال جولات ونقاشات وعروض وفعاليات ثقافية وتراثية وفنية مرئية لتسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني لمدينة القاهرة، كما أن المناقشات وتبادل الخبرات في الأسبوع الحضري للقاهرة ساهم في إيجاد الحلول المحلية لمواجهة التحديات العمرانية وتحسين الحالة البيئية والاقتصادية والحفاظ على التراث المحلي، وتعزيز الروابط الاجتماعية وجودة الحياة، وكان ماراثون الدراجات الذي نظمته المحافظة إحدى الفعاليات الترويجية للمنتدى الحضري العالمي في إطار حرص الدولة على تعريف الشباب والمواطنين بالمنتدى وأهمية المشاركة في فعالياته بجانب لقاء حي الأسمرات لاستعراض تجربة القاهرة الرائدة في تطوير العشوائيات وخلق فراغات للمواطنين في المجتمعات بديلة العشوائيات .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)