تمثل العلاقات المصرية – الفرنسية نموذجا متفردا لعلاقات مصر بدولة رئيسية فى الاتحاد الأوروبي، حيث تشمل أوجه تعاونهما الجوانب السياسية والاقتصادية والصناعية والثقافية والسياحية والعسكرية والأمنية التي شهدت تطورًا ملحوظًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
ولعل التحديات المشتركة التي يواجهها البلدان كانت دافعًا لتشكيل علاقات قوية على أساس المصالح المشتركة، والتي تتمثل فى مواجهة خطر الإرهاب الذى تعانيه الدولتان مع استمرار التوتر فى بعض المناطق، خاصة الوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن، والهجرة غير المشروعة عبر البحر المتوسط.
كما التقت وجهات النظر بين مسئولى البلدين حول عدد من القضايا، مثل عملية السلام فى الشرق الأوسط، والوضع فى لبنان، والبرنامج النووي الإيرانى.
التعاون الاقتصادى :
على مستوى التعاون الاقتصادي تعد أسس التعاون فى عهد الرئيس السيسى استمرارا لتعاون مالى قديم تلعب فيه “الوكالة الفرنسية من أجل التنمية” دورا رئيسيا.
ففى أثناء زيارة الرئيس السيسى فرنسا فى نوفمبر ٢٠١٤، تم توقيع ثلاث اتفاقيات، الأولى تتعلق بمترو الأنفاق، واتفاقيتان مع الوكالة الفرنسية للتنمية لتوصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل فى عدة محافظات، بقيمة ٧٠ مليون يورو، ودعم التوظيف، عبر تمويل شركات صغيرة فى المناطق الأكثر فقرا.
مترو الأنفاق
وفى ديسمبر ٢٠١٤، تم توقيع بروتوكول للتعاون المالي بين مصر وفرنسا، لتمويل إحلال أنظمة الملاحة بمطار طابا لمصلحة وزارة الطيران المدنى.
وتتمثل أوجه التعاون فى الاستثمارات المباشرة، مثل استكمال مشروع مترو الإنفاق، والعمل فى الخدمات اللوجستية المرتبطة بمشروع تنمية قناة السويس، أما القطاع الثاني المحتمل فهو قطاع الطاقة الكهربائية. كما من المتوقع أن يزداد حجم التمويل الفرنسي، خلال الفترة المقبلة، ويتوجه إلى بعض مشروعات البنية التحتية والتدريب والابتكار.
كما سجل حجم التبادلات التجارية بين مصر وفرنسا ارتفاعا ملحوظا خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام ٢٠١٧.
وصرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية بأن الصادرات الفرنسية إلى مصر زادت بواقع ٩.٢٪، لتصل إلى ١.١مليار يورو، بينما ارتفعت الواردات بنحو ٢١٪، لتصل إلى ٤.١.٤ مليون يورو، وأن مصر تحتل المركز العاشر فى فائض التجارة الفرنسي، وأن فرنسا كانت المستثمر السادس فى مصر عام ٢٠١٦.
التعاون العسكري
حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات فى مجال تسليح، تورد بموجبها فرنسا لمصر
طائرة فائقة التطور من طراز “رافال”، وفرقاطة متعددة المهام.
كما تم تدريب بحرى مشترك عام ٢٠١٤.
العلاقات الثقافية
فى عام ٢٠١٤، تم توقيع اتفاقية جديدة للتعاون بين مصر وفرنسا فى مجال البحث العلمي، بموجبها ستدعم الحكومة الفرنسية شباب الباحثين المصريين بمنح أبحاث ما بعد درجة الدكتوراه، بنحو ٢٠٠ ألف يورو.
كما تشارك مصر فى معهد العالم العربي بباريس، وهو مركز ثقافى يمثل ثمرة تعاون بين ٢٢ بلدا عربيا، وأصبح جسرا ثقافيا حقيقيا بين فرنسا والعالم العربي، إلى جانب وجود العديد من المدارس الفرنسية فى مصر، والأساتذة الفرنسيين بالجامعات والمدارس المصرية.
كما أن الجالية المصرية فى فرنسا تعد من أكبر الجاليات المصرية الموجودة فى أوروبا، حيث يتعدى عدد المصريين بفرنسا ٢٥٠ ألف مواطن، وهى الثانية من حيث العدد بعد الجالية المصرية فى لندن.
الزيارات المتبادلة
على المستوى الرئاسى، زار الرئيس عبد الفتاح السيسى فرنسا فى ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤، ثلاثة أيام، قابل خلالها الرئيس الفرنسي والعديد من المسئولين كما زار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مصر فى ١٩ ابريل ٢٠١٦.
كما زار جيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، مصر فى ٧ نوفمبر ٢٠١٦، ويعد الرجل الثاني بعد الرئيس، إلى جانب الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء وكبار المسئولين.