قال مجتبي أماني، رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر، إن مصلحة إيران في وجود مصر قوية بالمنطقة لأسباب كثيرة أهمها المصلحة الاستراتيجية، لأن إيران ضد الكيان الصهيوني وموقف طهران واضح في هذا الموضوع، على حد تعبيره.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم عن أماني، في لقاء صحفي عقده بمقر إقامته بالقاهرة، أن (إيران مستعدة دوما للتعاون مع مصر بكل ما في وسعها، لأننا نعتبر البلدين قوتين مهمتين في هذه المنطقة من العالم).
وتابع (نقول مستعدون للتعاون ولا نقول المساعدات، لأن المساعدة يليها تعليمات بل هو تعاون)، مشيرا إلى أن (مصر أغنى بمواردها من إيران، ولكن من المهم الاعتماد على الداخل حتى تعبر مصر من هذه المرحلة الصعبة).
وأوضح أماني أنه (خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، كانت هناك محاولات كثيرة من الجانبين للتقارب وتم فتح السياحة لمصر للإيرانيين الذين كانوا ممنوعين من دخول مصر، ثم ذهب وزير السياحة في عهد مرسي ووقع اتفاقا مع إيران لفتح السياسة وبدأت السياحة ثم بعد عزل مرسي جاء وزير السياحة وقال إننا أغلقنا باب السياحة).
ولفت أماني إلى أنه سعى خلال سنوات عمله في مصر لتمهيد التقارب بين مصر وإيران أكثر مما كان في الماضي، سواء في فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك أو في فترة حكم المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي أو فترة محمد مرسي أو في الفترة الحالية مع الرئيس عدلي منصور.
وعن العلاقات الإيرانية مع مصر حال فوز المشير عبد الفتاح السيسي بمنصب الرئاسة، قال أماني (إننا لا نتدخل في شؤونكم الداخلية وفي انتخابات الرئاسة).
وفيما يتعلق بموقف إيران للمناورات العسكرية الأخيرة بين مصر والإمارات، قال أماني إن (لدينا نوعا من التحفظ كي لا نقوم بإثارة الأطراف هنا.. ونحن أيضا كنا مستعدين لإجراء مناورات مشتركة عسكرية مع الدول العربية بجوارنا.. وطرحنا موضوع الدفاع والتعاون المشترك.. وليس هناك أي رأي خاص بالنسبة للمناورات المصرية العسكرية مع أي بلد آخر).
وكانت العلاقات بين القاهرة وطهران -المقطوعة منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979- قد شهدت تحسنا خلال العام الماضي بعد تولي الرئيس محمد مرسي الحكم.
وكانت إيران رحبت بالانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك عام 2011 ووصفتها بأنها صحوة إسلامية مستلهمة جزئيا من الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وسعت طهران في أعقاب فوز مرسي في انتخابات الرئاسة العام الماضي إلى تحسين علاقاتها المتوترة مع مصر.
وزار الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد مصر -في فبراير 2013- تلبية لدعوة رسمية للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي، وهي أول زيارة لرئيس جمهورية إيراني إلى مصر منذ الثورة الإسلامية في إيران قبل 34 عاما.
وتم التخطيط لرحلات سياحية بين البلدين، وزار أول فوج سياحي إيراني مدينة الأقصر في أبريل الماضي وضم الفوج 43 سائحا.
وتوقفت السياحة الإيرانية في مصر إلى أجل غير مسمى لأسباب تتعلق بالأمن القومي المصري، حسب تصريح سابق لوزير السياحة هشام زعزوع.
وعزل الجيش مرسي مطلع يوليو الماضي، بعد مظاهرات حاشدة طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة واشتباكات بين مؤيديه ومعارضيه.
وكانت إيران وصفت تدخل الجيش المصري لعزل مرسي بأنه غير مقبول، وقالت إن إسرائيل والغرب لا تريدان أن تكون مصر قوية.