تستعد إمارة الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، لإطلاق مهرجانها الدولي للمونودراما في دورته السادسة، في الفترة ما بين 20 وحتى 28 يناير 2014، والذي يلتقي جمهوره من الفنانين والمختصين والمهتمين كل عامين، ليسهم في تعزيز الوعي بالمسرح، كفن عالمي بكل الأشكال واللغات، لا يقف عند أية حدود، عرقية كانت أم زمانية أم مكانية.
وكان قد أعلن عن بدء فعاليات المهرجان في دورته القادمة بأوبريت ضخم بعنوان (لؤلؤة الشرق) تشارك فيه فرقة (سما) السورية التي فازت قبل أسابيع بلقب “أربز آيدول” في موسمه الأخير 2013.
وكتب أشعاره الشاعر جريس سماوي، وأعدّ اللحن الفنان د. عبد الرب إدريس، ومن إخراج وسينوغرافيا الفنان ماهر الصليبي، حيث سيقوم بإلقاء الشعر على المسرح مجموعة من الفنانين، من بينهم حسين الجسمي، وأريام، ووليد إبراهيم والفنان الكويتي محمد المسباح بمشاركة نخبة من الممثلين الإماراتيين.
إلى جانب عروضه المسرحية المقدمة للجمهور طيلة أيام الحدث، ينظم مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما مجموعة من الورشات التدريبية والمحاضرات الأكاديمية المتخصصة في عروض الممثل الواحد بعلاقتها مع حركة المسرح في جميع دول العالم. بالإضافة إلى فتح المجال أمام الفنانين والكتاب والمخرجين المشاركين من جنسيات ومدارس فنية مختلفة، لتبادل النماذج والاقتراحات، مع التأكيد على أهمية الرحلات السياحية التثقيفية في خدمة أهداف المهرجان.
يقام المهرجان بتنظيم من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، من أجل الاحتفاء بالمسرح بجميع جنسياته وتطوراته منذ بداية وجود المونودراما (مسرح الممثل الواحد) وحتى اللحظة الراهنة. الشيء الذي كفن يرتقي بوعي الناس ويحسن من ذائقتهم الفنية بعيداً عن بريق الجوائز والمسابقات، وترسيخاً لحضور المسرح المونودرامي في الحياة المسرحية العربية عامة والإماراتية خاصة، وخلق ظروف وشروط تطور هذا الفن المسرحي الصعب والراقي، ودعم الكوادر الشابة والموهوبة والتي يمكن أن تنهض به.
يعتبر فن المونودراما، تحدياً بحد ذاته، كونه يعتمد في علاقته مع الجمهور على ممثل واحد يتطلب منه جذب انتباههم من بداية العرض وحتى نهايته لدى سرده للحدث عن طريق الحوار، وهو من أشكال المسرح التجريبي التي تطورت وأصبحت موجودة بكثرة في القرن العشرين. كذلك يشير النقاد إلى أن المونودراما عبارة عن خطبة أو مشهد مطول يتحدث خلاله شخص واحد، وهو نص مسرحي أو سينمائي لممثل واحد. وهو المسؤول عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها إلى جانب بقية العناصر المسرحية.
ويؤكد القائمون على المهرجان، أنه انطلق عام 2003 نتيجة للزخم الفني المسرحي الكبير والمتنامي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي دبا الفجيرة على وجه الخصوص، وكان قد بدأ التفكير الجدي من قبل عدد من أعضاء جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح بإقامة تظاهرة فنية في الفجيرة بشكل دوري تمتاز بفرادتها، فاستقر الرأي على إقامة مهرجان متخصص بالمونودراما. إذ نجح المهرجان في توجيه الأنظار إلى لون من ألوان التعبير المسرحي بات يشغل اهتمام المعنيين بفن المسرح بعد أن ترسخ في الحياة المسرحية العربية والعالمية من خلال مساهمة عدد من الكتاب والفرق المسرحية في إظهاره.
كل دورة من دورات المهرجان، عكست بفعالياتها وعروضها، المكانة التي بات يمتلكها على الصعيد المحلي والعربي والدولي، فقد اختتمت أعمال دورته الأخيرة 2012 بحضور أكثر من 400 ضيف شرف من نجوم الفن والأدب من مختلف أنحاء العالم، استضافت عروضاً لمسرح الممثل الواحد من 12 دولة عربية وأجنبية، قامت باختيارها لجنة متخصصة للمشاهدة ضمت مجموعة من الفنانين والنقاد ذوي الأسماء البارزة فنياً وأكاديمياً.
وقد تمت الإشارة على الموقع الإلكتروني الرسمي للمهرجان، بأنه قد حدد في كل دوراته ضرورة التزام العرض بمواصفات المونودراما التي تعتمد على الممثل الواحد، وابتعاد العمل عن الطرح والمعالجة التقليدية الخالية من التوهج الإبداعي، وتلبية العمل للطموحات الفنية الإبداعية لهذا الفن المسرحي.
أما المسرحيات المشاركة في الدورة السادسة فهي كما وردت على الموقع: (البحث عن عزيزة سليمان) لعاطف الفراية من الأردن، من إخراج أسعد فضة وأداء أمل عرفة، (مايا) من الجزائر تأليف وإخراج بوسهلة هواري هشام، وأداء جناتي سعاد، (امرأة في حالة انتظار) من جنوب أفريقيا، تأليف وإخراج فاربر، وأداء ثيمبي جونز، (مجرد نفايات) من سلطنة عمان، تأليف قاسم مطرود، وإخراج خالد العامري، وتمثيل عبد الحكيم الصالحي.
أيضاً (تنهد) من الصين، تأليف يو رونغجون، إخراج وأداء تيان مانشا، (احتراق) من السودان، تأليف فرحان الخليل، إخراج وأداء هدى المأمون، (عشيات حلم) من الأردن، تأليف مفلح العدوان، إخراج فراس المصري، وأداء أريج الجبور، (نساء مدانات: منفى مدى الحياة) من أستراليا، تأليف وأداء جولانتا جوزيكيوتش، إخراج جولانتا جوزكيوتش، (الحياة كحلم – سلفادور دالي) من ألمانيا، تأليف إنا سوكولفا غوردن مقتبسة من مذكرات سلفادور دالي، إخراج إنا سوكولفا غوردن، وأداء فاديم غراكوفسكي. (قانون الجاذبية)من تونس، تأليف ماهر دبيش عواشري وإخراج عماد المي وماهر دبيش عواشري وتمثيل ماهر دبيش عواشري، (الآنسة جولي) من السويد، تأليف أوغست ستريندبيرغ، وإخراج وأداء آنا بيترسون، (يوميات أدت إلى الجنون) من الكويت، تأليف نيكولاي غوغل وإخراج وتمثيل يوسف الحشاش، (شكل الإنسان 1) من ألمانيا، من تأليف وإخراج وأداء : ميناكو سيكي.