اهتمت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية الصادرة، اليوم الخميس، أعمال العنف التي شهدها لبنان الأسبوع الماضي، يسرع انحدار لبنان نحو فشل الدولة.
وبرأي الكاتب ديفيد جاردنر، لا تنذر الاشتباكات التي وقعت في بيروت الأسبوع الماضي بالخير “في بلد يستعرض فيه حزب الله المدعوم من إيران عضلاته”.
وقال جاردنر إن هذه الأحداث “هي جزء من معركة يخوضها حزب الله وحلفاؤه لضمان أن التحقيق القضائي في انفجار أغسطس 2020 في بيروت لن يسفر عن أي شيء”.
واعتبر أنه في حال نجح الحزب في ذلك “سيكون لبنان في طريقه لأن يصبح محمية إيرانية على البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف أن “الحركة الشيعية، وهي دولة فوق الدولة، مصممة على عدم تحمل اللوم عن كارثة العام الماضي، وهي واحدة من أكبر التفجيرات غير النووية في التاريخ”.
وقال إن “الصراع حول التحقيق في انفجار المرفأ يؤدي إلى تسريع انهيار البلاد التي تتجه بالفعل نحو أن تكون دولة فاشلة”.
وذكر الكاتب بأن زعيم حزب الله حسن نصر الله “اشتكى الأسبوع الماضي من أن طارق البيطار، القاضي الذي يحقق في انفجار المرفأ، متحيز وسيتعين عليه الرحيل، تماما كما تمت الإطاحة بسلفه، فادي صوان، بعد ضغوط سياسية”.
وكان القاضيان قد حاولا القيام باستدعاءات واعتقالات لتوقيف سياسيين بارزين وأمنين، وعدد كبير منهم مرتبط بحزب الله.
وأشار جاردنر إلى أن حزب الله وحركة أمل قاما بعد ذلك “باستعراض للقوة خارج قصر العدل الذي يقع بالقرب من منطقة عين الرمانة المسيحية وعلى حدود منطقة ذات أغلبية شيعية، على طول جبهة حرب أهلية قديمة”.
وأضاف أن “القادة الشيعة يقولون إن قناصة من حزب القوات اللبنانية – وهي ميليشيا مارونية مسيحية من وقت الحرب الأهلية، أصبحت الآن حزبا معارضا – أطلقوا النار على الحشود، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص شيعة، بعدما ظهر مقاتلون شيعة ببنادق هجومية وقذائف صاروخية”.
وأشار الكاتب إلى أن نصرالله في خطابه الأخير يوم الاثنين الماضي “ذكّر الجميع بقوة قواته حين ادعي أن عددهم 100 ألف مقاتل – أكبر من الجيش اللبناني”.
وختم بالقول إن “الأمر الأكثر مدعاة للقشعريرة هو تحذيره الضمني من أن المسيحيين قد يخاطرون ببقائهم على قيد الحياة”.
المصدر: وكالات