ونقرأ في صحيفة “الفايننشال تايمز” مقالاً لديفيد جاردنر بعنوان “إلغاء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يصب في مصلحة المتشددين في البلاد”.
ويقول كاتب المقال إن ” من إحدى المفارقات العديدة في الجمهورية الإسلامية إنه في الوقت الذي يعُتبر فيه المتشددين والحرس الثوري الإسلامي أمراء السياسة الإيرانية ،فإن حيوية مؤسساتها والانتخابات المتنازع عليها تجلب الكثير من المفاجآت”، ويضيف أنه “عندما يفشل الإصلاحيون الإيرانيون في أداء مهامهم، فإن هذه الطاقة التي قوامها 80 مليون مواطن ومواطنة تحت سن الثلاثين، يتظاهرون محتجين في شوارع البلاد.
وأشار كاتب المقال إلى أنه “بعد مرور أربعة عقود على الثورة الإيرانية، فإن الشباب الإيراني فاض به الكيل من فرض الرجعيين لآرائهم عليهم، وهم الذين يقبعون وراء افكار متحجرة أبقت إيران معزولة عن العالم”.
ونقل كاتب المقال عن تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين قوله إن ” المشكلة التي نواجهها اليوم هي الفجوة بين السلطات والأجيال الشابة”، مضيفاً أن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد لم تكن فقط بسبب قلة الوظائف وارتفاع الأسعار فقط “.
وأردف روحاني أنه” لا يمكن فرض نمط حياتنا على الأجيال القادمة”.
ورأى كاتب المقال أن “آمال الإيرانيين بالتغيير إزدادت بعد توقيع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى في عام 2015”.
وأوضح أن هذا الاتفاق الذي أوقف طهران عن تخصيب مادة اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية، عُدّ إنجازاً للرئيس الإيراني لكن بعض المتشددين اعتبروه منزلقاً لتغيير النظام.
وتابع القول إن “هذا الاتفاق فشل إلى حد كبير بالرغم من تأييد روحاني له”.
وأوضح أن “الرئيس الأمريكي ما زال يهدد بإلغاء ما يسميه أسوأ اتفاقية على الإطلاق”.
وختم كاتب المقال بالقول إن “وفاة الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني العام الماضي، خلفت ثغرة في قلب الطيف السياسي الإيراني”، مضيفاً أن “التغيير في إيران على حاضر على الأجندة، ويتوجب على ترامب والمهللين له معرفة أن هذا التغيير سيأتي من داخل إيران”.
المصدر: وكالات