قالت صحيفة الفاينانشال تايمز في مقال بعنوان “الحشد الروسي الخطير عند حدود أوكرانيا”.
وتذكّر الصحيفة أنه قبل سبعة أشهر، حشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا في مناورات شديدة الخطورة.
وبعد موجة من الجهود الدبلوماسية، عاد بعض الجنود إلى ديارهم، لكنهم تركوا وراءهم الكثير من معداتهم، في الوقت الذي استهدفت فيه قمة بين فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق إلى تخفيف التوترات.
وتتجمع القوات الروسية في محيط أوكرانيا الآن مرة أخرى. وتقول الصحيفة ان أهداف بوتين غامضة بشكل مقلق.
وتضيف “حقيقة أن أوروبا تشهد مرة أخرى إمكانية حدوث غزو واسع النطاق، تظهر الحاجة الملحة لإيجاد طرق لردع العدوان الروسي المتجدد ولتعزيز أمن القارة على المدى الطويل”.
وتشير إلى أن الأراضي الحدودية لأوكرانيا لا تعد المسرح الحالي الوحيد لعدم الاستقرار في أوروبا. إذ يستخدم الكسندر لوكاشينكو من بيلاروسيا المهاجرين المعرضين للخطر كبيادق على الحدود البولندية. وتشتعل التوترات في البلقان.
واعتبرت الفاينانشال تايمز أن موسكو تستغل أزمة إمدادات الغاز. ويرى بعض المسؤولين الغربيين أيدي روسيا في كل هذه الأحداث، في خطوة منسقة لزعزعة استقرار القارة، أو لصرف الانتباه عن نواياها في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن القوات الروسية، التي ورد أنها متمركزة هذه المرة ليس فقط شرق أوكرانيا ولكن شمالها، قد تعود إلى ثكناتها. ومع ذلك، نقلاً عن معلومات استخباراتية، حذر دبلوماسيون غربيون من خطر حدوث تصعيد كبير خلال الشتاء.
وتقول الصحيفة إن بوتين غاضب من الإخفاقات في تنفيذ اتفاقية مينسك 2 لعام 2015 ومن شأنها في الواقع منح “جمهوريات” شرق أوكرانيا المنشقة والمدعومة من روسيا حق النقض ضد الاندماج لأوكرانيا.
وتضيف أن أحد الاحتمالات القائمة هو أن الرئيس الروسي، كما فعل من خلال العمل العسكري في مينسك، يسعى إلى تقوية يده في مزيد من المفاوضات، “من خلال قعقعة السيوف” أو عن طريق تغيير الحقائق على الأرض.
وتعتبر الصحيفة أن حالة عدم اليقين هذه تؤكد على حقيقة أن أوروبا، من نواح عديدة، أكثر خطورة اليوم مما كانت عليه خلال الحرب الباردة.
إذ تم تقسيم جزء كبير من القارة بعد ذلك إلى معسكرين. كانت “الخطوط الحمراء” واضحة وعواقب خرقها معروفة أنها كارثية. أما اليوم، توجد فئة جديدة من البلدان “الوسطية”: الجمهوريات السوفيتية السابقة التي تتنافس عليها موسكو والغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغموض المحفوف بالمخاطر يكمن حاليا حول الكيفية التي سيرد بها الغرب إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا، التي ليست عضوا في الناتو.
وتقول إنه على مدى العقدين الماضيين، شجعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دول الاتحاد السوفيتي السابق على التحول إلى الديمقراطية والشراكة بشكل أوثق مع مؤسسات شمال الأطلسي. وإن من واجبهم الأخلاقي دعمهم، قولا وفعلا، إذا حاولت روسيا سحبهم عن طريق الترهيب أو القوة.
واعتبرت أن التجربة الممتدة من 2014 إلى 2015، تشير إلى أنه عندما فكرت روسيا ووكلاؤها في الذهاب أبعد من ذلك إلى أوكرانيا، توقفت عن مخططاتها مع تصاعد العقوبات.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه حان الوقت لتوضيح أنه إذا ما ضغط بوتين الى الأمام مرة أخرى، فسوف يواجه مقاومة سريعة وبأشكال متعددة.
المصدر: وكالات