مع بداية الربيع، تتفتّح الأزهار وتزداد نسمات الهواء اعتدالاً، لكن هذا الفصل الجميل لا يخلو من التحديات، خاصةً لذوات البشرة الحساسة، فمع تقلّب الطقس وتغيّر درجات الحرارة، تصبح البشرة أكثر عرضة للاحمرار، والجفاف، والحساسية، هنا تبدأ الحاجة إلى روتين عناية خاص يُراعي طبيعتها الرقيقة، ويحميها من رد الفعل التحسسي والمحفّزات الموسمية، لذا تصبح العناية بالبشرة الحساسة في الربيع ضرورة لا خياراً، للحفاظ على نضارتها وتهدئتها من أي عوامل خارجية قد تؤثر عليها سلباً على صحتها وإشراقها.
وتحتاج البشرة الحساسة إلى روتين خاص في الربيع لأن فصل الربيع يشهد تغيّرات مفاجئة في المناخ، وارتفاعاً في نسبة الغبار وحبوب اللقاح، ما يزيد من فرصة تحسّس البشرة، باتّباع روتين عناية بالبشرة الحساسة في الربيع مبني على اللطف والحماية، يمكنكِ الحفاظ على بشرتك متوازنة، نضرة، وخالية من أي تفاعلات جلدية مزعجة.
غالباً، ما تبدأ مشكلات البشرة من الغسول الخاطئ، فالبشرة الحساسة لا تتسامح مع التركيبات القوية، لذا احرصي على اختيار غسول خالٍ من الكبريتات، والعطور، والكحول الطبية، بتركيبة مهدّئة تحتوي على مكوّنات مثل الشوفان أو ماء الورد، هذا النوع من المنظّفات يزيل الأوساخ والشوائب بلطف، من دون أن يجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية التي تشكّل حاجزها الواقي، استخدمي الماء الفاتر وليس الساخن أو البارد، لتجنّب تحفيز التحسس.
في فصل الربيع، قد تبدو البشرة أكثر جفافاً مقارنة بأنواع البشرة الأخرى، بسبب الرياح المتقلّبة والهواء الغني بالغبار، وهنا تأتي أهمية اختيار كريم مرطّب مناسب للبشرة الحساسة، يحتوي على مكوّنات مهدّئة مثل الألوفيرا، والبانثينول، أو مياه الينابيع الحرارية، هذه التركيبة تهدئ الالتهاب، وتعيد إلى البشرة مرونتها ولمعانها الطبيعي.
كثيرات يعتقدن أن الشمس الربيعية ليست ضارّة، لكن الحقيقة أن الأشعة فوق البنفسجية ضارة في الربيع أيضاً، والبشرة الحساسة تحديداً تتأثر بسرعة بهذه الأشعة، اختاري واقي شمس معدنياً بتركيبة لطيفة للبشرة الحساسة، غنياً بأكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم، واحرصي على إعادة تطبيقه كل ساعتين إذا كنتِ في الخارج، هذا ليس ترفاً، بل خطوة وقائية تمنع الاحمرار وظهور البقع وتفاقم الالتهاب.
صحيح أن فصل الربيع هو موسم تجديد البشرة، لكن تقشير البشرة بمقشرات قوية لا مكان لها في روتين البشرة الحساسة، استبدلي بها مقشّرات خفيفة تحتوي على أحماض فواكه بتركيز منخفض (مثل حمض اللاكتيك)، أو استخدمي مقشّراً طبيعياً ناعماً مرّة واحدة أسبوعياً، يمكنك أيضاً الاعتماد على طرق لطيفة مثل تمرير قطعة قطن مبلّلة بماء الورد على البشرة لتجديدها من دون تحسس.
قبل استخدام أي مستحضر تجميلي جديد على وجهكِ بالكامل، اختبريه أولاً على جزء صغير من بشرتك (مثل خلف الأذن أو على الذقن)، وانتظري 24 ساعة، بهذه الطريقة، تتجنّبين المفاجآت غير المرغوبة، وتحمين بشرتك من رد الفعل التحسسي غير المتوقع.
من أكثر الأخطاء شيوعاً عند العناية بالبشرة الحساسة، هو تجربة عدة منتجات في وقت واحد، مما يصعّب معرفة ما إذا كان أحدها يسبّب تحسّساً، أدخلي كل منتج جديد إلى روتينكِ تدريجياً، وامنحي بشرتك الوقت الكافي لتتكيف معه.
سيعجبك معرفة هل أنت حساسة تجاه مستحضرات العناية بالبشرة؟
إذا كنت من صاحبات البشرة الحساسة، فأنتِ تعلمين جيداً أن أي خطوة غير محسوبة قد تتحوّل إلى مشكلة جلدية مزعجة، لذا لا يكفي فقط اختيار المنتجات المناسبة، بل من الضروري أيضاً تجنّب بعض الأخطاء اليومية التي قد تُفاقم التحسس والاحمرار وتُفقد بشرتك توازنها، لعلّ أهمها:
تجنب استخدام منتجات قاسية تحتوي على العطور الصناعية أو الكحول الطبي؛ إذ قد تكون سبباً مباشراً لاحمرار البشرة وتهيّجها، فهذه المكوّنات تضعف الحاجز الواقي للبشرة، وتزيد من حساسيتها تجاه العوامل الخارجية.
لا تُفرطي في غسل وجهك أو فركه، فغسل الوجه أكثر من مرتين يومياً أو فركه بقوة قد يؤدي إلى تجريد البشرة من الزيوت الطبيعية التي تحميها، البشرة الحساسة تحتاج إلى لمسات ناعمة وغسول لطيف يحافظ على توازنها، لا إلى حركة عنيفة تثير غضبها.
لا تستخدمي الماء الساخن؛ إذ يُجفّف البشرة ويزيد من حساسيتها، استخدمي الماء الفاتر دائماً، سواء في غسل الوجه أو أثناء الاستحمام، واحرصي على تجفيف بشرتك برفق بمنشفة ناعمة.
المصدر: وكالات
