وسَّعت إسرائيل رقعة الحرب في قطاع غزة، مع إعلانِها بَدء عمليّة برية في جنوبه، وهي العملية التي يصفها خبراء عسكريون بأنها “خطّة توسيع المحاور” لتحسين شروط التفاوض.
و تهدف إسرائيل من هذه الخطة إنشاء منطقة عازلة جنوب غزة، وإنقاذ حكومة إسرائيل من السقوط بعد الحرب التي تقترب مِن الشهرين.
وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي أنّ الجيش بدأ عملياته البرية جنوبي غزة، بينما تستمر العمليات في الجزء الشمالي من القطاع.
وفي حديثِه أمام الجنود في فرقة غزة جنوبي إسرائيل، قال هاليفي إنّ العمليات البريّة في الجنوب “لن تكون أقل قوّة من العمليات في شمال غزة، ولن تكون لها نتائج أقل.. سيُواجه قادة حماس الجيش الإسرائيلي في كل مكان”.
فجدير بالذكر أن إسرائيل تريد إنشاء منطقة عازلة لتأمين المستوطنات شمال وشرق وجنوب شرق غزة، وانتزاع أراضٍ جديدةٍ من القطاع وتقليص مساحته.
هذه العمليات أيضا تأتي في إطار الضّغط الميداني لتحسين شروط التفاوض مع حركة حماس؛ لأنّ العمليات في الميدان أهم عامل في التفاوض؛ ولذلك سيستمر القصف لعدة أيام، ومِن المتوقع الإعلان عن هدنة جديدة بشروط جديدة.
ووفق الهدنة، التي استمرّت بين إسرائيل وحركة حماس خلال الفترة من 24 نوفمبر الماضي حتى صباح 1 ديسمبر، فإنّه تمّ إطلاق سراح عدد من المحتجزين لدى “حماس”، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وقبولها بزيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة
و من المتوقع أن تسعى إسرائيل لأن يكون الضّغط على “حماس” في وقت قصير، كي لا تُستنزف قدراتها أكثر مِن ذلك، وحتّى لا تتعرَّض لانتقادات دولية نتيجة القتلى المدنيين، مِثل التي تعرَّضت لها خلال مدة الحرب السابقة (التي اقتربت من 50 يوما) قبل الهدنة المنتهية.
ولأنّ الحكومة في إسرائيل تخشى السّقوط إن توقّفت الحرب (نتيجة انتقادات داخلية لسياساتها)، وفي نفس الوقت، لا تريد الاستمرار فيها وقتا طويلا، فإنها ستسعى بكل السّبل لإحراز تقدّم تُرضي به الداخل فيما يخص ملف الأسرى، وتقليل المساحة الجغرافية التي تتحكّم فيها “حماس”؛ حتى لا تقدر على إطلاق صواريخها، وذلك في أقصر وقت.
المصدر : وكالات