حذر علماء من القسم الاسترالي في القطب الجنوبي من أن نهر توتن الجليدي في أنتركتيكا قد يزيد من مستويات البحار بمقدار 3 أمتار إذا ذاب كل شيء. و قد لاحظ العلماء وجود المزيد من الجليد يطفو على المحيط أكثر مما توقعوا.
و بإستخدام الموجات الزلزالية الصناعية تمكن العلماء من رؤية ما بداخل الجليد، و قد وجدوا أن الأجزاء التي كانوا يعتقدون أنها كانت على أرض صلبة هي في الواقع عائمة، مما يعني أنها ستذوب بشكل أسرع.
و كانت الأبحاث الحديثة قد وجدت بالفعل أن نهر توتن يتآكل من الداخل بسبب مياه البحر الدافئة و المالحة و التي تتدفق عبر البوابات الموجودة تحت الماء.
و قال بول وينبيري القادم من جامعة واشنطن المركزية و الذي قضى الصيف في دراسة النهر الجليدي ” في بعض المواقع التي إعتقدنا أنها موجودة على أرض صلبة إكتشفنا أن هناك مياه للمحيط أسفله، و هذا يشير إلى أن النهر الجليدي يتحرك بالفعل. وأكد أن هذا الإكتشاف يمكن أن يساعد في تفسير الذوبان المتسارع لنهر توتن في الفترة الاخيرة. كما أن هذا يعني أن نهر توتن قد يكون أكثر حساسية للتغيرات المناخية في المستقبل.
و تحتفظ الأنهار الجليدية بمعظم المياه العذبة للأرض ، و عندما تتحرك إلى أسفل الأودية و الجبال و المنحدرات على مدى عدة قرون فإنها تذوب في المياه مما يؤدي إلى إرتفاع مستويات البحار.
ويؤكد العلماء في وكالة ناسا أنه بين عامي 2002 و 2016 فإن القارة القطبية الجنوبية تفقد حوالي 125 جيجا طن من الجليد سنوياً مما تسبب في إرتفاع مستويات البحار العالمية بنسبة 0.35 ملليمتر في السنة.
و قال بين جالتون فينزي من القسم الاسترالي في القطب الجنوبي: ” منذ عام 1900 إرتفع مستوى سطح البحار في العالم حوالي 20 سم، و بحلول نهاية القرن من المتوقع أن يرتفع إلى متر واحد أو أكثر، و لكنه إرتفاع مشكوك فيه أيضاً، لذلك من المهم دراسة الأنهار الجليدية مثل نهر توتن.
فهذه القياسات الدقيقة لنهر توتن الجليدي ضرورية لرصد التغيرات و فهمها في نطاق التغيرات الطبيعية، و الأبحاث خطوة مهمة في تقييم التأثير المحتمل لذوبان الجليد على مستوى سطح البحر في المستقبل.
و لذلك فإن فريق البحث قد ترك بعض الأدوات على النهر الجليدي لقياس التدفق و السرعة و السمك خلال ال 12 المقبلة.
المصدر: وكالات