شهدت العلاقات المصرية الصينية تطورا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقوم حاليًا بزيارة دولة إلى بكين ، تلبية لدعوة نظيره الصيني، كما يحضر المنتدى الوزاري العاشر للتعاون الصيني العربي المشترك، بحضور عدد من زعماء ورؤساء الدول العربية.
وتتجاوز العلاقات المصرية الصينية المجالين السياسي والاقتصادي لتشمل جوانب ثقافية وشعبية مهمة، حيث تقام العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة بين البلدين، لتؤكد على أن التقارب والعلاقات القوية بين مصر وبكين ليست قاصرة فقط على العلاقات الرسمية بين حكومات البلدين.
لكنها تمتد أيضًا إلى تقارب الروابط الثقافية والشعبية، وهو ما لا يقل أهمية عن العلاقات السياسية والاقتصادية، حيث إن ضمان قوة وازدهار العلاقات بين شعوب البلدين، يضمن استمرار نمو وتطور العلاقات الرسمية في المجالات السياسية والاقتصادية ويؤكد قوة التقارب بين البلدين بشكل عام، وفق تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وتقام العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة بين البلدين، مثل المعارض الفنية والمهرجانات الموسيقية، وعلى سبيل المثال، أقيم معرض فني مشترك بين مصر والصين في القاهرة عام 2019، كما أقيم مهرجان موسيقي مشترك بين البلدين في بكين عام 2020.
كما يتم تبادل البعثات التعليمية والبحثية بين البلدين، مما يساهم في تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل، ويُعد تعلم اللغة الصينية من اللغات الأكثر رواجا في مصر في الفترة الأخيرة، خاصة بعد صعود الصين كقوة اقتصادية عالمية ضخمة، والعكس صحيح أيضًا، حيث ارتفع اهتمام الصينيين بتعلم اللغة العربية.
والبعض منهم يهتم بتعلم اللهجة المصرية على وجه الخصوص، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بالثقافتين، وفق تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وتتسم العلاقات الشعبية بين مصر والصين بالقوة والحيوية، حيث يزداد عدد السياح الصينيين الوافدين إلى مصر سنويا بشكل ملحوظ، وهو ما يعزز النشاط الاقتصادي ويعزز التواصل بين الشعبين أيضا.
يأتي ذلك بالإضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات الشعبية المشتركة، مثل احتفالات رأس السنة الصينية التي تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا في مصر، كما يمتد التعاون إلى المجال الرياضي، حيث تشارك مصر والصين بانتظام في الفعاليات الرياضية الدولية والإقليمية، وتقام مباريات ودية بين المنتخبات الرياضية للبلدين، في مختلف الرياضات، مما يساهم في تعزيز روح التعاون والرياضة على المستوى الشعبي.
وتتجه العلاقات المصرية الصينية نحو مزيد من التطور والتعزيز في جميع المجالات، فمن المتوقع أن تزداد الاستثمارات الصينية في مصر بشكل كبير في المستقبل خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن يزداد حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ مع استمرار تنفيذ مشروعات مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز دور مصر كبوابة تجارية للصين في إفريقيا، أما على الصعيد السياسي، فمن المتوقع أن يستمر التعاون الأمني بين البلدين في التصدي للتحديات الأمنية المشتركة، مثل الإرهاب والجرائم الإلكترونية.
كما من المرجح أن يزداد التنسيق المصري الصيني في المحافل الدولية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الدول النامية.
وعلى المستوى الثقافي والشعبي، فمن المتوقع أن تشهد العلاقات المصرية الصينية مزيدًا من التقارب والتفاهم المتبادل، وسيعمل البلدان على تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي، وتشجيع السياحة المتبادلة بالإضافة إلى زيادة التعاون في المجال الرياضي.
المصدر: وكالات