تواصل التوترات القائمة بين الولايات المتحدة وتركيا التي تمر بفترة عصيبة في علاقاتها مع أوروبا استقطبت انتباه المحللين الغربيين، حيث شبه مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي، ومركزه لندن، في تقرير، العلاقات بين البلدين بالزواج الذي يوشك على الانهيار، وفق ما نقلت صحيفة “زمان” التركية المعارضة.
وأوضح المجلس في مقاله أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بلغت القاع، خلال شهر أكتوبر الجاري، الذي شهد وقف البلدين إصدار تأشيراتهما لمواطني بعضهما البعض عقب اعتقال السلطات التركية موظف القنصلية الأمريكية في إسطنبول.
كما أشار التقرير إلى أن وقف إصدار التأشيرات هو بمثابة قمة جبل جليدي في زواج لا يمضي قدما منذ فترة طويلة ويوشك على الانهيار.
وأرجع التقرير سبب التوترات إلى عدة عوامل، من بينها خلق السلطات التركية انطباعا في تركيا بتورط الولايات المتحدة في المحاولة الانقلابية، وخيبة أمل أنقرة لعدم تسليمها فتح الله كولن، والدعم الأمريكي لأكراد سوريا، وقرار تركيا المتعلق بشراء أنظمة الدفاع الجوي إس 400 من روسيا، وانفتاح أنقرة مؤخرا على طهران وموسكو وفنزويلا وأزمة الحرس الشخصي لإردوغان.
وتطرق المقال التحليلي إلى المشكلة التي تمثلها قضية رضا ضراب، رجل الأعمال التركي إيراني الأصل، القائمة في نيويورك، على العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشار المقال إلى احتمالية أن تسفر القضية عن صدور قرار “مخجل” بالنسبة لتركيا.
وأكد أنه على الرغم من تكذيب المدققين المصرفيين الأتراك احتمالية تعرض البنوك التركية إلى عقوبات مالية بملايين الدولارات بحجة خرق العقوبات الدولية على إيران إن عجزوا عن إقناع الأسواق المالية بالأمر.
وأوضح المقال، أن الحديث عن تراجع اقتصادي، والتراجع الكبير في قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية منذ بداية التوترات مع الولايات المتحدة، واعتقال السلطات التركية لموظف القنصلية الأمريكية في إسطنبول، أثر سلبا على الأجواء الاستثمارية في تركيا.
وشدد المقال على أن الأزمة مع دولة حليفة في الناتو منذ وقت طويل هي آخر ما قد يحتاج إليه إردوغان قبيل انتخابات عام 2019 في ظل تفشِّي الفوضى في سوريا والعراق والاقتصاد المتزعزع والعلاقات المتردية مع أوروبا.
المصدر : وكالات