تواجه صناعة العسل في اليمن صعوبات كثيرة يتعلق بعضها بالتصدير، وكذلك الحرب المستمرة منذ 2014، ما يشكل حاجزا أمام القطاع الذي شكل في السابق مصدر فخر لليمن.
وتقول الأمم المتحدة إنّ هناك “حوالى 100 ألف أسرة يمنية تعمل في تربية النحل وتعتمد عليها بوصفها المصدر الوحيد للدخل”.
وفي العادة، يتنقّل مربو النحل بحسب مواسم الإنتاج من منطقة إلى اخرى في اليمن، بحثا عن النباتات المزهرة، ولكن الحرب غيرت ذلك.
وبالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالحرب، فإن الجفاف وانخفاض معدلات المتساقطات يشكل تهديدا إضافيا لصناعة العسل في اليمن، حيث أدى انخفاض معدل سقوط الأمطار إلى التأثير على الغطاء النباتي وقلت تغذية النحل.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت في تقرير مؤخرا من أن اليمن تأثر “شأنه في ذلك شأن الكثير من البلدان المتضررة من النزاعات، بشكل أكبر من التغيرات المناخية.
ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة، إلى جانب التغيرات الشديدة التي طرأت على البيئة، إلى اضطراب النظام الإيكولوجي للنحل الذي يؤثر على عملية التلقيح”.
وبحسب اللجنة “انخفض معدل سقوط الأمطار عن المعتاد خلال هذا العام 2022. ومع انخفاض منسوب المياه الجوفية وزيادة التصحر، لم تعد المناطق التي كانت بيئة للأنشطة الزراعية وتربية النحل في السابق تحافظ على سبل العيش”.
ويقول المتحدث باسم اللجنة الدولية بشير عمر لوكالة فرانس برس إن اللجنة “ستساعد أكثر من 400 نحال في مختلف المناطق اليمنية” هذا العام عن طريق تزويدهم “بخلايا النحل وتقديم التدريب الملائم لهم ليتمكنوا من رعاية النحل بالطريقة الصحيحة”.
ولطالما عُرف اليمن بالعسل ذي الجودة العالية. ومن بين أبرز المنتجات عسل “السدر الملكي” الذي ينتج من نبتة السدر التي تنمو في الأراضي البرية والصحراوية في جنوب شرق اليمن، وخاصة محافظة حضرموت.
ويُعد هذا النوع من الأفضل في العالم، ويشيد الخبراء بفوائده الصحية الكثيرة مثل علاج الاضطرابات الهضمية.
ويُعرف هذا العسل بشدة كثافته، ويمكن حفظه لوقت طويل جدا ولكنه يُعد منتجا نادرا للغاية وباهظ الثمن أيضا. وهو يحظى بالتقدير في الخليج.
وبالإضافة إلى التغير المناخي والحرب، فإن اليمنيين العاديين لم يعودوا قادرين على شراء العسل مع الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وفي متجر لبيع العسل في تعز، يقف نبيل الحكيمي في انتظار الزبائن الذين أصبحوا يعزفون عن شراء العسل إثر تدهور القدرة الشرائية.
ويوضح “قبل الحرب كنا قادرين على العيش. والآن العسل تأثر بالحرب بشكل كبير جداً والمستهلك أيضاً تأثر بشكل كبير جدا بسبب اضطراب العملة”.
ويشير التاجر إلى أن الناس لم تعد “قادرة على استخدام الكمية التي كانوا يستخدمونها في السابق. في السابق كنت أبيع 15 إلى 25 عبوة في الشهر، والآن لا استطيع بيع عبوة واحدة”.
المصدر : وكالة الانباء الفرنسية ( أ ف ب )