قالت صحيفة “العرب” اللندنية أن الحوثي يواصل جني مكاسب الهدنة الأممية التي طالما اتفقت جميع الأطراف الفاعلة في المشهد اليمني، بما في ذلك الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن على وصفها بالهشة، بالتوازي مع استعداد الحوثيين الفاضح لخوض جولة جديدة من الحرب بعد استكمال تجهيزاتهم لهذه الحرب، على وقع الأماني الدولية الحالمة بدفعة نحو سلام هش قد يأتي امتدادا لهدنة أكثر هشاشة لم تصمد كما يبدو، إلا نتيجة لالتزام الحكومة اليمنية بها من طرف واحد وحرص الإقليم والعالم على عدم انهيارها.
وأوضحت الصحيفة أن من يقرأ تاريخ وملابسات ومآلات العشرات من الاتفاقات التي وقعتها الميليشيات الحوثية منذ حروب صعدة الست وحتى اتفاق الهدنة الأخير، مروراً بمؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة ومشاورات الكويت واتفاق السويد، يدرك أن السلام ليس ضمن قائمة الخيارات الحوثية بالمطلق، وأنه لا يمكن الوثوق بتعهدات ميليشيات عقائدية مصممة للقتل، لا تؤمن بالحوار السياسي، إلا كجسر مؤقت للعبور نحو المزيد من العنف والدمار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين ليسوا مسؤولين تماماً عن سراب السلام الذي يلاحقه العالم في جبال اليمن، فالميليشيات الحوثية واضحة تماما في إعلانها عن خياراتها الأيديولوجية التي توظف كل طاقات المجتمع اليمني في مناطق سيطرتها ليس لاستهداف اليمنيين فقط بل وتحويل هذا المجتمع إلى قنبلة موقوتة تهدد أمن العالم أجمع.
وتساءلت الصحيفة “هل خيار السلام ممكن في مشهد ضبابي وغائم كليا مثل المشهد اليمني؟”، وقال إن الجواب على هذا السؤال المعقد، باعتقادي لا يمكن الجزم به بشكل حاسم أو قطعي، رغم أن “السلام” بمفهومة الشامل، نهاية إجبارية لنفق الحروب المظلمة عبر التاريخ، حتى تلك الأشد شراسة وقسوة، ولكن هذا السلام يحتاج إلى أن تنضج ظروفه الملائمة، وفي المشهد اليمني لا يبدو أن ظروف الحرب قد نضجت حتى ينضج السلام على نار هذه الحرب الهادئة!
المصدر: وكالات