رسم الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، خريطة نفوذ جديدة في تلك المناطق. عزز مكاسب بعض الأطراف اللاعبة على الساحة السياسية. بينما تراجعت مكاسب أطراف أخرى.
وتبدو أن روسيا المستفيد الأكبر من العملية العسكرية التركية، حيث زاد نفوذها في شمال شرق سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وتمكنت القوات الروسية من السيطرة على بعض القواعد العسكرية الأمريكية بعد سحب واشنطن لقواتها من الأراضي السورية.
ويعتبر أستاذ العلاقات الدولية سمير صالحة أن “روسيا والنظام السوري هما الرابحان الأساسيان في هذه العمليات السياسية والعسكرية”، مشيرا إلى أن أنقرة وصلت إلى ما تريد في المنطقة الآمنة المتمثل في إخراج هذه المجموعات (الكردية) من المنطقة”.
وأضاف صالحة : “ستكون هناك تفاهمات بين تركيا وروسيا تحديدا في موضوع منبج وكوباني”، لافتا إلى أن الجيش السوري قد دخل بالفعل إلى هذه المناطق.
وتابع صالحة “روسيا في قلب المشهد، ربما لم تكن أمام الطاولة، لكنها كانت تعرف كثيرا من التفاصيل وتتابعها عن قرب”. مايعني أن هناك دورا روسيا للوصول إلى هذه الاتفاقية بشكل أو بآخر، وفق تعبيره.
تعزيز المكاسب
واستعاد الجيش السوري السيطرة على بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة الأكراد كمنبج ومحيطها، عقب اتفاق مع الأكراد.
وانتشر الجيش السوري على خط المواجهة مع القوات التركية، وهي خطوة لم يكن من السهل لدمشق تحقيقها في السابق..
أما تركيا فقد تمكنت من تحقيق بعض أهدافها العسكرية، من خلال هجومها على شمال شرق سوريا. أولها إبعاد المسلحين الأكراد عن حدودها..
أما الهدف الآخر فهو إقامة ولو بشكل نسبي منطقة آمنة بعد توغل جيشها وفصائل سورية موالية لها لثلاثين كيلومترا داخل الآرضي السورية، لكن ليس وفق شروطها..
عزلة دولية وعقوبات أمريكية
وتوغلت تركيا إلى 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية، لكنها بالمقابل باتت تواجه عقوبات من طرف الولايات المتحدة وعزلة دولة، اقرت بها السلطات التركية.
وتعرضت تركيا لضرر كبير يتعلق بصورة الدولة بعدما ظهرت بصورة دولة معتدية وكذلك بعد رضوخها وتراجعها أمام التهديدات الأمريكية .
أما الولايات المتحدة، فمازالت حسابات الربح والخسارة محل جدل بين الساسة الأمريكية أنفسهم.
فالرئيس ترامب يقول إنه أوفى بوعوده الانتخابية بإعادة الجنود الأمريكية .
لكن الديمقراطيين يرون في تعامل ترامب مع ملف الهجوم التركي على الأكراد تقويضا لمصداقية السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ويؤكد مشرعون أمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي المضي قدما في مسار فرض حزمة عقوبات ضد أنقرة.
أما الأكراد فيبدو أنهم الخاسر الأكبر من العملية، فقد فقدوا السيطرة على مناطق عدة سواء لصالح الأتراك أو للجيش السوري.
المصدر : وكالات