عثر العلماء على حفرية أقدم ثعبان عاش في أوروبا من حفريات عمرها 47 مليون عام تم انتشالها من محجر عثر عليه في جنوب غرب ألمانيا.
وتم اكتشاف بقايا نوع الثعبان الجديد في أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو بالقرب من مدينة دارمشتاد الألمانية.
وقالت صحيفة “ميل أونلاين” إن الباحثين أفادوا في ورقة جديدة أن هذا الثعبان “محفوظ تمامًا” ويبلغ طوله أكثر من ثلاثة أقدام (أو متر واحد).
ويقول الباحثون إن حفرية الثعبان والتي تم تسميتها “ميسيلوبيثون فريي” تعد نوعا جديدا وجنسا جديدا وهو أقدم سجل أحفوري معروف للثعبان في أي مكان في العالم.
وتعود الحفرية إلى الجزء الأوسط المبكر من فترة “الأيوسين”، والتي شهدت فجر الحياة الحيوانية كما نعرفها اليوم.
وتم تحويل محجر ميسيل بيت، والذي يقع في مدينة دارمشتاد الالمانية على مسافة 35 كم جنوب شرق “فرانكفورت أم ماين” إلى مكب نفايات في عام 1991 قبل أن يتم حفظها وإعلانها موقعًا للتراث العالمي لليونسكو في ديسمبر 1995 لأهميتها الجيولوجية.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور كريستر سميث من معهد سينكينبرج للأبحاث ومتحف التاريخ الطبيعي في فرانكفورت إن الأصل الجغرافي للثعابين ما زال غير واضح.
وأضاف إنه لذلك فإن اكتشاف نوع جديد من الثعابين في منطقة “ميسيل بيت” يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في فهم “التاريخ التطوري لهذه الثعابين”.
ويبلغ طول حفرية الثعبان أكثر من ستة أمتار، وهي من أكبر الثعابين في العالم.
واليوم توجد أنواع مختلفة من هذه الثعابين بشكل أساسي في إفريقيا وجنوب وجنوب شرق آسيا وأستراليا.
لكن المحجر يمثل نقطة في التاريخ عندما كانت الثعابين تعيش في أجزاء من أوروبا التي كانت موطنًا لمجموعة متنوعة من الثعابين.
وقال المؤلف المشارك الدكتور حسام زاهر من جامعة ساو باولو بالبرازيل: “تحليلاتنا تتبع تاريخها التطوري إلى أوروبا”.
وفقًا للنتائج التي توصلنا إليها، فإن هذه الثعابين كانت موجودة بالفعل في أوروبا في فترة “الإيوسين”، قبل أكثر من 47 مليون عام.
ولكن منذ زمن المحجر اختفت الثعابين الكبيرة لاحقًا من القارة الأوروبية لبعض الوقت.
ولم تظهر أحافير عائلة الثعابين هذه مرة أخرى حتى الفترة الزمنية الجيولوجية المعروفة باسم الميوسين – ما بين 23 و 5 ملايين سنة مضت.
قال الدكتور سميث: “عندما بدأ المناخ العالمي يبرد مرة أخرى بعد الميوسين، اختفت الثعابين مرة أخرى من أوروبا. على عكس هذه الأنواع الجديدة، تعيش الثعابين الأحدث منفصلة تماماً عن أقاربها المتشابهة جدًا من الناحية التشريحية.
وتم تصنيف الثعبان الذي تم وصفه بمزيد من التفصيل في مجلة “بيولوجي ليتيرز”، كنوع جديد.
والاسم العلمي هو مزيج من المنطقة التي تم العثور عليها فيها، أي “ميسيل” وعائلة الثعبان.
إنها أيضًا إشارة إلى عالم الحفريات الألماني البارز – إبرهارد دينو فراي من متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في كارلسروه بألمانيا، والذي اشتهر بدراساته عن الزواحف الأحفورية.
وقال الدكتور سميث: “من خلال تسمية نوع جديد من بعده، أردنا تكريم إنجازاته في مجال علم الحفريات”.
المصدر:أ ش أ