يحفل شهر رمضان على مر العصور بكبريات المعارك الحربية الحاسمة فى التاريخ، فهو شهر الجهاد والعزة والانتصار الذى كان دائما حليفا للمجاهدين الصائمين بفضل القوى الروحية التى تنطلق فى نفوسهم مع كلمة “الله أكبر”.
وفيه كان انتصار العاشر من رمضان عام 1393 هجريا، والذي يمر عليه اليوم /الأربعاء/ 43 عاما، والعاشر من رمضان مناسبة عظيمة ستظل علي مدى الأيام شهادة فخر واعتزاز لكل مصري بوطنه وقواته المسلحة، ففي هذا اليوم العظيم حطم المصريون أسطورة “الجيش الذى لا يقهر” وتم استرداد الأرض المصرية المحتلة وتحقق النصر، وكان انتصارا مجيدا حيث تم تحطيم خط بارليف الذى أقامته إسرائيل بعد هزيمة يونيو 1967، وكان عبور الجيش المصرى لقناة السويس من المعجزات العسكرية، كما كان نداء “الله أكبر” صيحة النصر وشعار الوحدة الإسلامية.
سيظل هذا اليوم محفورا فى وجدان كل مصري وفى تاريخ العسكرية المصرية التي سطرت بأحرف من نور في سجل التاريخ أشرف أمجادها وأعز انتصاراتها، وحرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر عام 1973،هي معجزة عسكرية بكافة المقاييس، حيث تحمل المصريون قيادة وشعبا عبء الحرب فى ظروف شديدة الفقر من الناحية الاقتصادية، وكذلك من الناحية العسكرية للقوات المسلحة المصرية، فظروف مصر فى تلك المرحلة لم تكن بأي حال من الأحوال تسمح بحرب جديدة بعد هزيمة 1967 وحرب الاستنزاف.
ومهدت تلك الحرب الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذى أبرم فى سبتمبر عام 1978 إثر مبادرة السادات التاريخية وزيارته للقدس فى نوفمبر عام 1977، بالإضافة إلى عودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو عام 1975.
انتصار العاشر من رمضان يذكر بالعديد من الانتصارات التى سجلها التاريخ وتحققت فى هذا الشهر الكريم منذ أول غزوة (غزوة بدر) خاضها المسلمون الأوائل ضد كفار قريش فى السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة النبوية التى انتصر فيها المسلمون وهى أول معارك الإسلام الكبرى، كما كان فتح مكة فى العشرين من شهر رمضان سنة 6 من الهجرة النبوية.
وكذلك كانت غزوة تبوك ومعركة عين جالوت وفتح مصر والأندلس وغيرها من المعارك التي غيرت وجه التاريخ، مسيرة حافلة بانتصارات المسلمين خلال شهر رمضان المعظم، وسلسلة لا تنقطع من العطاء والتضحية والفداء بالنفس ولذلك يعتبر شهر رمضان شهر التضحيات.
المصدر : وكالات