قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن منهج الأزهر التعليمي يرسخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف وثقافته لدى الأجيال ولاسيما الطلبة وغرسها في وجدانهم بأن هناك في شريعة الإسلام أكثر من مذهب وأكثر من رأي وجميعها لا تتصارع ولا ينفي بعضها بعضا.
وأكد الطيب، في كلمته خلال ندوة دينية نظمتها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية في المسجد الكبير مساء اليوم الثلاثاء، ضرورة تصدي العلماء من كافة المذاهب الإسلامية بفتاوى صريحة وواضحة للعابثين بتراث الأمة ومقدساتها ورموزها والتبرؤ المعلن من كل ما يعكر صفو علاقة الأخوة من أجل حسابات أيديولوجية فئوية وسياسية داخلية أو خارجية.
وشدد الطيب على العمل الجاد للقضاء على ثقافة العنصرية والفئوية والعرقية والرغبة المحمومة في الاستحواذ والإقصاء بل تشجيع كل ما يبعث على التعالي عن سياسة التربص والكيد.
وأكد حرص الأزهر الشريف على ترسيخ الصورة الحقيقية للإسلام .. مشيرا إلى أن الترجمة الصادقة للتراث الإسلامي في بعديه العقلي والنقلي يمثل وسطية الإسلام التي هي أخص خصائص هذا الدين القيم.
وأضاف أن منهج الأزهر الشريف لا يقتصر على ترسيخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف واحترام الرأي الآخر ضمن دائرة المذاهب الفقهية والفكرية عند المسلمين فحسب بل يعمل الأزهر على ترسيخ المبدأ ذاته في أذهان طلابه في ما يختص بعلاقة الإسلام بالأديان السماوية.
ولفت إلى دور الأزهر الشريف في محاربة الجمود والتعصب اللذين هما أساس الفرقة والنزاع بين المسلمين.
وأعرب الإمام الأكبر عن الشكر والتقدير لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على تكريمه باعتباره شخصية احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 وعلى ما لقيه من حسن الوفادة وكرم الضيافة مهنئا الكويت على هذا الاختيار لما تتميز به من ريادة مبكرة في نشر الثقافة والعلم.
واقترح أن تخصص الكويت 2016 عاما لثقافة الحوار تأصيلا وتطبيقا حتى تفوز بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية وعاصمة الحوار العربي والإسلامي بعد أن أكرمها سمو الأمير بجعلها مركزا للعمل الإنساني.
من جانبه، أعرب وزير العدل ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتي يعقوب الصانع عن الاعتزاز والفخر باختيار مدينة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
ونقل الصانع، في كلمته خلال الندوة، إلى الحضور تحيات سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “الذي حرص بتوجيهاته السامية على أن تكون هذه التظاهرة دافعا لنهج جديد من العمل الثقافي”.
وأضاف أن الكويت تحتفل بتظاهرتها الثقافية الكبيرة (الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016) بكل ما يستلزمه ذلك من أنشطة في مختلف نواحي الفكر والثقافة والأدب كما تحتفي بشخصية إسلامية عالمية من الطراز الأول “شخصية ذات تأثير ومكانة كبيرة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف”.
وقال إن الأزهر وشيخه يمثلان في عالم الإسلام والمسلمين المرجعية الكبرى على مدى أكثر من ألف عام في نشر دين الإسلام وفهم شريعته الغراء لما يحملانه من تاريخ وعلم وما يمتازان به من وسطية واعتدال وما يقومان به من جهد ونشاط وبذل في سبيل نشر رسالة الإسلام السمحة.
وأشاد باختيار الإمام الأكبر شيخ الأزهر ليكون (شخصية احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016) “فهو سليل بيت علم وإمام من أئمة الاعتدال والاستنارة في العالم الإسلامي والدعوة إلى الله على بصيرة وهو تاريخ عريق من العلم والتميز والعطاء”.
ولفت إلى ما يضطلع به شيخ الأزهر من المهام والأعمال في خدمة الإسلام وترشيد الدعوة إليه وله جهد مقدر في تجديد الخطاب الديني ليواكب العصر ويفي باحتياجات المسلمين المتجددة وقضاياهم المعاصرة معربا عن أطيب الترحيب بالإمام الأكبر في بلده الثاني الكويت وبين أهله ومحبيه.
وذكر الصانع أن منظمة (إيسيسكو) اختارت الكويت لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 وما يتضمنه هذا الأمر من احتفالات ثقافية طوال العام “كان من حسن طالعها تطريم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب كأحد رموز الفكر الإسلامي الوسطي ومرجعياته بما له من جهد معروف في الميادين العلمية والدعوية كافة”.
وأشار إلى أن الكويت التي كانت وما زالت بلد الخير والعطاء والثراء الإنساني والمعرفي والعمل الخيري والمشاريع الإسلامية الرائدة تسعد بهذا الحدث الثقافي الكبير فالكويت موطن الخير لا تألو جهدا في كل ما يكرس قيم الحق والخير والجمال في أمتنا العربية والإسلامية.
وأوضح أن هذه التظاهرة الثقافية تهدف إلى إبراز دور الكويت الحضاري وحضورها المتميز في خريطة الثقافة العربية والإسلامية وتعزيز مكانتها عربيا وعالميا بل وقدمت الكويت للعالم الإسلامي التراث الفقهي القديم في حلة علمية وجهد دقيق متمثلا ذلك في الموسوعة الفقهية الكويتية.
وشدد الصانع على الدور المشهود لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية التي تعمل بكل السبل على نشر الدعوة الإسلامية وتقديم النموذج المتميز الذي يحتذى به بما يسهم في نهضة الأمة وينير لها درب المستقبل.
المصدر: أ ش أ