وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كلمة إلى العالم فى بداية انطلاق مونديال البرازيل 2014.
جاءت نص الكلمة كالآتى”أيها الجمع العظيم أحييكم جميعًا في هذا الملتقى التاريخي الجامع، بتحية الإسلام وهي: السلام عليكم، ورسالتي إلى كل المحتفلين بهذا الحدث العالمي هي نفس الرسالة التي حملها الإسلام إلى الناس جميعًا منذ خمسة عشر قرنًا من الزمان، مهما اختلف بهم الزمان أو المكان، وفي هذه الرسالة يقرِّر الإسلام أن الناس كلهم سواسيةٌ كأسنان المشط، لا يتميز إنسان على إنسان إلا بالعمل الصالح الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، والناس جميعًا أبناء أب واحد وأم واحدة، «كلهم لآدمَ وآدم من تراب، والناس إما أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الإنسانية، ومن هنا حرَّم الإسلام الظلم بين الناس، ونهاهم أن يظلم بعضهم بعضًا.. سواء وقع الظلم بين الأفراد أو بين الدول”.
وأضاف شيخ الأزهر “حضارة الإسلام هي حضارة تعارف وتواصل، تمدّ يدها للحضارات الأخرى، وتتبادل معها المنافع والمصالح، وقد كان الإسلام أول من سعى إلى العالمية بتنوع ثقافاته وتعددها”.
واستطرد الطيب “الأزهر الشريف الذي يمثل المرجعية الدينية لمليار ونصف المليار من المسلمين، يناديكم بضرورة نشر السلام والمحبة والعدل بين الناس جميعًا في الشرق والغرب، وذلك بأن يفهم الغرب حضارة الإسلام على حقيقتها، وأن يفهم المسلمون مدنية الغرب على حقيقتها أيضًا، وأن الشرق والغرب إذا تفاهما زال ما بينهما من سوء ظن وحلَّ السلام محل الخصام”.
وأضاف الطيب “أيها الناس!”اجعلوا من هذا الحدث الرياضي العالمي مناسبة لنشر روح السلام والمساواة بين الناس، وبث مشاعر المحبة والأخوة، والقضاء على نوازع الظلم والشر والتمييز بين البشر، وفرصــة لمساعدة الضعفاء والفقراء والمرضى والمحرومين، وهذه هي القيم التي تحتاجها مجتمعاتنا الآن، وتزكيها الروح الرياضية، ولن يجدها الناس إلا في هدى الرسالات الإلهية والأديان السماوية”.
واختتم الطيب كلمته قائلًا “كما بدأت كلمتي لكم بتحية السلام، أختتمها بالسلام والرحمة والبركة فالسلام عليكم ورحمة الله”.
المصدر: الوكالات