الطب الوقائي، أحد الاختصاصات التي تلي شهادة الطب العام الجامعيَّة، حديث نسبيًّا في بعض الدول العربيَّة، وهو يكشف عن احتماليَّة الإصابة بمرض مُعيَّن أو أكثر من خلال الفحوص الجينيَّة وفحوص الدم المخبرية، إضافةً إلى إرشادات تتصل بالطعام وبالأدوية والمتمِّمات الغذائية. فهل يكون الطبّ الوقائي مخلِّص البشرية من الأمراض، لا سيَّما الخطيرة منها، مثل: السرطان وأمراض القلب التي تزهق أرواح الملايين حول العالم؟ ولمعرفة المزيد حول الطب الوقائي، يسأل الاختصاصيَّة في الطب الوقائي الدكتورة ليلى لحود، في الحوار الآتي نصّه.
ما يجب معرفته عن الطب الوقائي:
الطب الوقائي عبارة عن اختصاص يلي دراسة الطبّ العام في الجامعات والمشافي، وهو ليس نوعًا من الطب البديل، ويستهدف جميع الأفراد، سواء ظهرت لديهم عوارض معينة أو لم تظهر بعد، من أجل تأمين سبل الوقاية لهم من الأمراض، والكشف عن إمكانيَّة إصاباتهم بأنواع معيّنة منها، واتّباع الخطوات اللازمة لتجنّبها أو إبعادها لأطول فترة ممكنة.
يكشف الطب الوقائي عن تفاصيل على علاقة بالجسم، لم يكن الفرد على علم بها من قبل، فيستطيع بالتالي التعامل معها بأسلوب صحيح. وكلّما كُشف باكرًا عن المرض/ الحالة أي في سنّ صغيرة، كان الأمر أفضل، بالطبع، علمًا أنّ النصيحة تتوجَّه خصوصًا للأفراد، الذين لديهم سوابق مرضيَّة عائليَّة معيَّنة.
كما ويُكشف عن احتماليَّة الإصابة بمرض معيَّن أو أكثر من خلال الفحوص الجينيَّة وفحوص الدم المخبريَّة، إضافةً إلى إرشادات تتصل بالطعام والأدوية والمتمِّمات الغذائيَّة.
الطب الوقائي وأهميته في الكشف المبكر الأمراض:
يُساعد الاختصاصي في الطب الوقائي المرء في الكشف عن المرض، أو عن إمكانيَّة الإصابة بالمرض، فيُخفِّف من حدوثه عبر الإرشادات والنصائح الوقـائية، والمتابعة المستمرَّة. وعند ظهور مرض معيَّن، السكَّري مثلًا، لم يكن المريض على علم به، وذلك بعد إجراء التحاليل والفحوص، يعمد الاختصاصي في الطبِّ الوقائي إلى تحويل المريض إلى طبيب أمراض الغدد لكي يعطيه العلاج الملائم.
إشارة إلى أن دور الاختصاصي في الطبِّ الوقائي وقوَّته يكمنان في قراءة وتفسير الفحص الجيني للخروج بالنتيجة الصحيحة.
الفحوص الجينية للحماية من الإصابة بالأمراض:
يُظهر الفحص الجيني تسلسل الجينات. بعد أن أُجريت دراسات عدة حول مجموعة من المرضى، تبيَّن أنَّ كلَّ تسلسل جيني يرجع إلى مجموعة مرضى مُعيَّنين قد يكونون مُصابين بسرطان المبيض أو سرطانات أخرى أو الألزهايمر أو غيرها. من هنا، نقرأ التسلسل الجيني للشخص، مع أخذ كلّ جينة بالاعتبار، فنخرج بنتيجة أنّ الفرد الذي خضع للفحص، قد يكون لديه احتمال عال للإصابة مقارنة بالتسلسل الجيني لمرضى دُرست حالاتهم في السابق، أو احتمال منخفض، إذا كان التسلسل الجيني مشابهًا لنظيره من مرضى معينين بنسبة 20 في المئة، أو محميًّا من الإصابة إذا لم يتشابه تسلسل الجينات نهائيًّا.
ما بعد الفحوص الجينية
يضع الاختصاصي مُخطَّطًا لكلِّ فرد يأتي لزيارة عيادة الطب الوقائي، ويُجري الفحوص اللازمة. يُطبَّق هذا المخطَّط على المدى الطويل. يعمل الاختصاصي، بدايةً، على التخلُّص من الأمراض الأكثر خطورة، ثمَّ ينتقل إلى الوقاية من أمراض أخرى ظهرت في الفحوص. المتابعة مستمرة، وفي كثير من الأحيان لا حاجة إلى إعادة الفحص الجيني، إنَّما لبعض الفحوص المخبرية.
الأمراض الأكثر شيوعًا وكيفية الوقاية منها:
الألزهايمر، والسكّري، وأمراض القلب، والسرطانات بأنواعها، ففي كل دقيقة يتم تطوير فحوص جديدة أكثر دقَّة حول العالم. كذلك، يمكن تحليل أسباب عدم خسارة الوزن لدى بعض الأفراد الذين يعانون من السمنة، والتعرُّف إلى كمِّ السموم التي يعمل الكبد على تصريفها، من دون الإغفال عن الأمراض المتعلِّقة بالهُرمونات لدى النساء، إذ من الممكن معرفة حركة الأيض للإستروجين في جسم كلّ امرأة، إذا كان بطيئًا أو سريعًا، وهو ما قد يدلّنا على إمكانية الإصابة بأمراض القلب وترقّق العظام وسرطان الثدي بأنواعه.
ثمة أمراض لم تُكتشف لها علاجات بعد، إنَّما في المبدأ، ليست هناك أمراض لا وقاية منها. من المُمكن مثلًا مراقبة مرض الألزهايمر، فيما علاجاته في تطوُّر مستمرّ. أمَّا في صفوف مرضى سرطان الرئة، الذين لديهم مؤشَّرات إلى المرض، لكنه لم يظهر بعد، فمن المحتمل تغيير المؤشرات والعمل على خفضها.
المصدر: وكالات