احتفلت الصين يوم الخميس بمرور 120 عاما على ميلاد ماو تسي تونغ مؤسس الصين الحديثة لكن مظاهر الاحتفال تراجعت في الوقت الذي يشرع فيه الرئيس الصيني شي جين بينج في إصلاحات اقتصادية واسعة أقلقت اليساريين.
بات ماو رمزا لليساريين داخل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الذين يشعرون أن ثلاثة عقود من الإصلاح القائم على اقتصاد السوق قد مضى بعيدا جدا وخلق فوارق اجتماعية مثل اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء فضلا عن تفشي الفساد.
ومن خلال تبجيل ماو يسعى اليساريون في بعض الأحيان إلى الضغط على القيادة الحالية وسياساتها الموجهة نحو السوق إلا انهم يتجنبون التعبير عن المعارضة العلنية.
وعلى الرغم من أن كل الاعضاء السبعة للمكتب السياسي للجنة الدائمة الذين يمثلون النخبة داخل الحزب الحاكم قاموا بزيارة ضريح ماو تراجعت الأنشطة الأخرى في مختلف انحاء البلاد.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) على مدونتها المصغرة على موقع ويبو إن الزعماء وعلى رأسهم شي انحنوا ثلاث مرات أمام تمثال ماو وعبروا عن تبجيلهم للزعيم الراحل وذكروا الإنجازات العظيمة للرفيق ماو تسي تونغ.
لكن في صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي تراجعت قصص عيد ميلاد ماو الى الصفحات الداخلية وان نشرت الصحيفة تعليقا يشيد بالرجل ويصفه بالوطني والبطل العظيم.
وقال مصدر على علاقة بالقيادة إنه ستكون هناك مظاهر احتفال كبيرة بهذه المناسبة لكن عدد الأنشطة سيتراجع.
وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب تداعيات التحدث لمراسل أجنبي دون إذن يهدف حضور أعضاء اللجنة الدائمة إلى استرضاء اليساريين بعد الإصلاحات في الجلسة المكتملة الثالثة.
كانت الصين قد كشفت الشهر الماضي عن أجرأ حزمة إصلاحات اقتصادية واجتماعية في نحو ثلاثة عقود تضمنت تخفيف سياسة الطفل الواحد وتحرير الأسواق بصورة أكبر لتعزيز استقرار ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
يبقى ماو الذي توفي في عام 1976 شخصية مثيرة للجدل.
وتحمل الأوراق النقدية صورة ماو ويجتذب جثمانه المحنط مئات إن لم يكن آلاف الزائرين يوميا في بكين.
وفي حين اعترف الحزب بأن ماو ارتكب أخطاء لم تكن هناك محاسبة رسمية عن الفوضى التي حدثت اثناء الثورة الثقافية في الفترة من 1966 إلى 1976 أو عن ملايين الوفيات في المجاعة خلال “القفزة الكبرى إلى الأمام” في الفترة من 1958 إلى 1961.
وعانى رئيس الصين الحالي شخصيا خلال الثورة الثقافية إذ سجن والده واضطر للانتقال إلى الريف ليعيش مع الفلاحين مثل ملايين الشبان في مناطق الحضر الأخرى في الصين.
رويترز