يحيي الصينيون اليوم /الجمعة/ الموافق الخامس من أبريل أحد أهم أعيادهم الروحية، وهو عيد الصفاء والنقاء المعروف باسم “تشينغ مينغ” أو عيد “كنس القبور” التي يقوم فيها الصينيون بتكريم أسلافهم والتعبير عن إجلالهم لأفراد أسرهم وأصدقائهم المتوفين.
وتمثل أعياد كنس القبور، وقوارب التنين، والربيع، ومنتصف الخريف، الأعياد التقليدية الأربعة في الصين.
وبدأ الصينيون الاحتفال بعيد “كنس القبور”، الذي يعد أحد أهم الأعياد الروحية الصينية، منذ عهد أسرة “تشو” أي قبل أكثر من 2500 سنة، وعادة ما يصادف العيد طقس ممطر، ويعبر عن الدخول في أوج فصل الربيع، وهو ما يشجع الصينيين بجانب الذهاب إلى المقابر، التوجه إلى المتنزهات في ضواحي المدن واللعب بالطائرات الورقية وزراعة الأشجار وغيرها من الأنشطة للاستمتاع بالطبيعة بعد انتهاء الشتاء البارد.
ويعتبر “تشينغ مينغ” كذلك أحد المواسم الزراعية الأربعة والعشرين في الصين، ويحل بين يومي 4 و6 أبريل. ومع وصول العيد، تشهد درجات الحرارة ارتفاعا تدريجيا ويزداد تساقط الأمطار، ما يجعله موسما جيدا للزراعة الربيعية، إضافة إلى أنه يجمع العديد من الأنشطة الشعبية.
ويمزج عيد “تشينغ مينغ” أو “كنس القبور” بين الحزن والفرح، حيث يزور أبناء القوميات الصينية سيما قومية “هان” قبور أسلافهم، ولا يطبخون الطعام خلال هذا اليوم بل يتناولون الأطعمة الخفيفة تعبيرا عن حزنهم.
ويقوم الزوار بتنظيف قبور الأسلاف أولا، ثم يضعون عليها الزهور وبعض الأشياء التي كان يحبها الراحلون في حياتهم، ثم يشعلون البخور ويحرقون الأوراق ويقدمون احترامهم في صمت.
أما الجانب الآخر لهذا العيد، يتمثل في استقبال الصينيين له بفرح وأمل الربيع، سيما وأنه يحل مع بدايات فصل الربيع، فتبدو الأجواء مفعمة بالحيوية والنشاط، ويحرص الصينيون على الخروج للتمتع بالمناظر الطبيعية والآثار التاريخية.
ومن المتعارف عليه أن عادات الطعام في الصين تختلف باختلاف الأعياد، حيث تقوم كل عائلة خلال عيد “تشنغ مينغ” بإعداد أطعمة خاصة، تتمثل أكثرها شيوعا في فطيرة “تشينغ مينغ”، وهي حلويات تصنع من عصير الشيح والأرز اللزج.
كما يتناول الصينيون، خاصة في مناطق الجنوب وجبة “تشينغ توان تسي”، حيث تستخدم العائلات لصناعتها نوعا من النباتات البرية يسمى “جيانغ ماي تساو” يتم سحقها وضغطها للحصول على عصيرها، وبعد تجفيف العصير يتم خلطه جيدا مع الأرز اللزج والسكر الناعم الذي يستخدم كحشو، ثم يتم سلق “تشينغ توان تسي” بالبخار لتنضج، وبعد ذلك يتم تغطية سطحها بزيت الخضروات الناضجة، ليصبح لونها أخضر، ويكون قوامها شمعيا وناعما، لتكون في هذه الحالة جاهزة للتناول، وهي تعد من المأكولات الرئيسة التي يتم إعدادها لتقديم القرابين للأسلاف في جنوب الصين.
وتوجد أيضا في شمال وجنوب الصين عادة تناول وجبة “السان تسي” خلال هذا العيد، وهي وجبة غذائية محمرة في الزيت، ذات رائحة شهية وشكل جميل، يتم إعدادها بطريقة رئيسية من دقيق القمح والأرز.
وعلى الرغم من تسجيل بعض التراجع في أعداد زوار المدافن خلال عيد “تشينغ مينغ” أو عيد “كنس القبور”، حيث أشارت إحصاءات وزارة الشؤون المدنية الصينية إلى زيارة 7ر9 مليون صيني قبور أسلافهم العام الماضي مقارنة بنحو 6ر14 مليون في العام السابق عليه استنادا إلى مراقبة ومتابعة لـ 180 موقع دفن في أرجاء البلاد، إلا أن القاسم المشترك بين مختلف الأعياد الصينية ومن بينها “كنس القبور” هو الحرص على لم شمل الأسرة وتكريم وإجلال الأسلاف.
المصدر:أ ش أ