أكد الدكتور مجدى بدران، زميل معهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس وعضو الجمعية المصرية للحساسية واستشارى الأطفال أن الأبحاث العلمية تكشف كل يوم عن معلومات جديدة تؤكد أن الصيام سنة من سنن الحياة على كوكب الأرض وأنه يعد بمثابة راحة إجبارية وصيانة دورية لأجهزة الجسم المختلفة خصوصًا الجهازين الهضمى والمناعى.
وأشار إلى أنه لا خوف من انخفاض قوة العضلات بسبب الصيام، حيث تبين أن الصوم لا يقلل من إعداد الوحدات البنائية للعضلات وأن الصوم المتقطع مفيد لصحة الانسان ويعد أفضل بكثير من وجبات الرجيم القاسية.
وقال بدران، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه إذا كان الصوم سنة يشترك فيها جميع الكائنات الحية فإن الانسان يعد الأولى بأداء هذه الفريضة التى شرعها الإسلام بين المسلمين وتعد أحد أركانه، موضحا أن الأبحاث والدراسات الحديثة كشفت أن جميع الكائنات الحية تصوم وبعضها يبقى لعدة شهور بلاغذاء أو شراب وأن حكمة الصيام تختلف فى الكائنات من حيوان لآخر وأن الصيام يرفع مناعة الصائمين من جميع الكائنات على كوكب الأرض ويخلصها من السموم المتراكمة فى أجسامها.
وأوضح أن الحيوانات تصوم عند المرض أو الخطر أو فى فترة البيات الشتوى وفى حالة نقص أو غياب الغذاء أوالاستثارة أو السكون أو النوم بلا حركة، مشيرا إلى أن هناك أمثلة عديدة للصوم خلال موسم التكاثر فى الحيوانات وأن أبرز مثال معروف عن هذا النوع من الصيام هو صيام اسماك السلامون الذى يمتد صومه لشهور عديدة خلال الهجرة للانهار، وكذلك صيام طائر البطريق الذى يصوم 115 يوما سنويا.
وأضاف أن الحيوانات تقوم بعملية تشبه عملية السحور عند الإنسان وذلك قبل إقدامها على الصيام، حيث تتغذى بصورة مستمرة وتخزن الدهون فى جسمها لتمدها بالطاقة على مدى الفترة التى تصوم فيها، لافتا إلى أن هناك نوعًا من الصيام يعرف بصيام المواليد، حيث تقدم العديد من الحيوانات على الصيام بعد الولادة مباشرة.
وبين أن الحيوانات الصائمة تفرز هرمونات تحافظ على سلامة الأعصاب وتطورها ووظائفها وأن المخ يفرز فى الحيوانات التى تصوم صياما متقطعا نوعا من الجزيئات البروتينية المهمة النيوروتروفينات الذى يزيد القدرة على التعلم والذاكرة ويحمى المخ من التلف وهذا البروتين يعد من البروتينات ثمينة القيمة، لافتا الى ان انه خلال فترة الصيام يشهد الجسم مجموعة من التغيرات البيوكيميائية والفسيولوجية التكيفية التى تقلل من عملية التمثيل الغذائى استجابة لنقص الغذاء و ان تلك التغيرات تساعد فى استجابة الجسم للجوع المنتظم او الصيام.
وفى هذا السياق، ينظم معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس غدا الثلاثاء ندوة علمية تحت رعاية الدكتور عمر السيد الشوربجى عميد المعهد بعنوان الفوائد الصحية والمناعة لصوم الكائنات والتى يحاضر فيها الدكتور مجدى بدران متناولا صيام اسماك السالمون والبطريق واسماك الطين وصيام الفيروسات وغيرها من صيام الكائنات الحية والفوائد الصحية والمناعية للصيام بالنسبة للانسان وسائر الكائنات.
المصدر: أ ش أ