رصد الكاتب البريطاني سيمون هيفر، تخوفات بين الساسة في المملكة المتحدة من أن يخلع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ألقابا بالنبالة على نحو 25 شخصية غير كفؤة، لمجرد كونها مؤيدة لموقفه فيما يتعلق بالاستفتاء على مستقبل المملكة في الاتحاد الأوروبي المزمع 23 يونيو المقبل.
وأكد هيفر –في مقاله بالصنداي تلجراف- أن ألقاب النبالة في الآونة الأخيرة باتت تُخْلع على أشخاص يدخلون مجلس اللوردات لم يكونوا قبل جيل واحد ليحلموا بالحصول على وظيفة عمال نظافة في ذات المجلس.
وقال هيفر إن “توزيع الألقاب على غير الأكفاء لمجرد الاتفاق في الرأي هو أمر سيء بما يكفي، لكن ماذا عن تمييز المستر كاميرون لقادة مؤسسات صناعية مقابل إعلان دعمهم لحملته الداعية لبقاء المملكة في الاتحاد؟ وماذا عن توجيه أصحاب العمل للموظفين لديهم كيف يصوتون في استفتاء يوم 23 يونيو؟” .. يقول الناس إنهم يريدون حقائق قبل أن يقرروا لصالح ماذا سيصوتون الشهر المقبل، وها هي ذي حقيقة للتفكير بشأنها .. الاتحاد الأوروبي منظمة غير ديمقراطية تماما .. المفوضية الأوروبية، التي لم ينتخبها أحد، تصوغ سياسة الاتحاد الأوروبي.. البرلمان الأوروبي يطلب منها (اللجنة) القيام بأشياء معينة، ويمكنها (اللجنة) أن ترفض طلب البرلمان.
وأضاف هيفر، قائلا إنه “في هذه الأجواء غير الديمقراطية، يستطيع المستر كاميرون بسهولة بالغة أن يقدم رشاوٍ وإغراءات في سبيل دعم استمرار عضويتنا في تلك المنظمة الفاسدة (الاتحاد الأوروبي).
وتابع الكاتب “ما يبعث على الصدمة أكثر من أجواء “جمهورية الموز” هذه التي تشهد توزيع الألقاب على الأغبياء – ما يبعث على الصدمة أكثر: كان سؤال أحد الحاضرين في ندوة حول استفتاء يونيو “عن إمكانية تزوير عملية التصويت، وعما إذا كان يمكن تقفيل الصناديق؟ أو إخفاؤها؟ وما الضامن ألا تتكرر المخالفات التي شابت الانتخابات العامة الأخيرة – مرة أخرى في استفتاء يونيو؟”
وقال هيفر، ” بينما توجد حالة من اليأس بين عدد من كبار الساسة، لأن أهم شيء على وجه الأرض بالنسبة لهم وهي مناصبهم باتت على المحك، إذا جاءت نتيجة الاستفتاء مخالفة لتوقعاتهم .. إلا إن ما يقلقني هو أنني أعيش في بلد يمكن أن تعيش فيه شكوكٌ بأن صناديق الانتخابات عرضة للتزوير وبأن ثمة مجالا للرشوة.”
واختتم الكاتب قائلا “إن توزيع الألقاب وخلْعها على غير الأكفاء، أو بذْل الوعود لأصحاب الأعمال، كل ذلك قد لا يكون ذا أهمية في حد ذاته لكنه يُلّطخ المستر كاميرون، ويلطخ حياتنا العامة، ويلطخ بلدنا؛ إنه يبرر سقوط الساسة من نظر الملايين من العامة، ويستحضر في الذهن نموذج جمهورية الموز، كما ينبغي أن يبعث كل بريطاني على أن يسأل نفسه -فيما يتعلق بقرار الاستفتاء الأهم في حياتنا والذي سنتخذه بعد شهر واحد- لماذا يتعين علينا أن نصدق كلمة واحدة من كلمات المستر كاميرون؟”
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط