وجه الصليب الأحمر مناشدة اليوم الخميس من أجل إتاحة الوصول بصورة أكبر إلى المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا حيث الوضع الإنساني “كارثي” ولا سيما في مدينة حلب الشمالية المنقسمة وفي ضواحي دمشق.
وأضافت المنظمة أن الخدمات الأساسية والبنية الأساسية في سوريا على شفا الانهيار والاقتصاد راكد تماما بعد ثلاثة أعوام من الصراع. وهناك الملايين من المعتمدين على المواد الغذائية والإمدادات الطبية التي لا تصل إلى أكثر الناس احتياجا.
وقال روبرت مارديني رئيس عمليات الشرق الأوسط والأدنى في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تصريح صحفي “إن حجم الصراع في سوريا لم يسبق له مثيل وإن الحقيقة الصادمة هي أنه لا يوجد نهاية له تلوح في الأفق.. مئات المدنيين يقتلون أو يصابون كل يوم.”
وفي الشهور القليلة الماضية نفذت القوات الحكومية السورية عمليات قصف جوي لحلب ملقية ببراميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على مناطق يسيطر عليها المتمردون. وحلب أكبر مدينة في سوريا وكانت في ما مضى مركزا تجاريا.
واضاف مارديني “أولويتنا بالتأكيد هي حلب. لدينا خطة أساسية للتحرك فيما يتعلق بحلب تشمل مساعدات طبية وجراحية وتتضمن أيضا مواد غذائية وغير غذائية ليس فقط لمدينة حلب بل وأيضا لمحافظة حلب.” مشيرا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تساعد بالفعل في توفير مياه نظيفة للمدينة.
وأضاف “سيغطي هذا احتياجات المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وأيضا التي تسيطر عليها المعارضة بما في ذلك المناطق المحاصرة شمالا في نبل والزهراء. ومن أجل تحقيق ذلك ما زلنا بانتظار الضوء الأخضر من الحكومة السورية.”
وتابع مارديني إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدم حاليا الغذاء والماء وغيرهما من المعونات لنحو 900 ألف شخص في سوريا كل شهر. ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى أي مناطق محاصرة منذ زيارة برزة في ريف دمشق في فبراير بعد وقف محلي لإطلاق النار.
وتابع قائلا “مع تفاقم الأزمة يصير الوصول (إلى المتضررين) تحديا في كل مكان في سوريا. عدد نقاط التفتيش يزيد بين النقطة ألف والنقطة باء ويوجد تحد مستمر للفرق التابعة لنا.”
وتسعى المنظمة المستقلة التي لديها 240 من موظفي الإغاثة في سوريا إلى تعزيز عملياتها في البلاد- وهي أكبر عمليات تقوم بها المنظمة في العالم- بحيث تصل المعونات إلى مليون شخص شهريا في النصف الثاني من عام 2014. وتسعى إلى تعيين 75 موظفا إضافيا.
ووجهت المنظمة يوم الخميس مناشدة للحصول على 76 مليون فرنك سويسري (86.6 مليون دولار) لكي تصل ميزانيتها المرصودة لسوريا هذا العام إلى 139 مليون فرنك وليصل إجمالي الميزانية في سوريا والدول المضيفة المجاورة التي فيها 2.7 مليون لاجئ إلى 193 مليون فرنك سويسري.
وقال إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسعى للوصول إلى المعضمية ودوما في ريف دمشق “حيث نعلم أن هناك احتياجات ماسة.”
وتابع مارديني إن اللجنة الدولية تعمل من أجل الفوز بموافقة الجماعات الإسلامية مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام على أعمال الإغاثة التي تقوم بها في الشمال.
المصدر: رويترز