أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم أن مسار تشكيل الحكومة الجديدة ازداد تعثرا وصعوبة، في ظل الخلاف الحاد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، على نحو يشير إلى أن الأزمة السياسية الراهنة التي يعاني منها لبنان مرشحة للاستمرار أسابيع وأشهرا.
وقالت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن واللواء والشرق) إن استئناف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، لمساعيه الرامية إلى تضييق هوة الخلاف وتقريب وجهات النظر بين عون والحريري ومن ثم تسهيل التأليف الحكومي، لا يبدو أنها سيُكتب لها النجاح.
واعتبرت الصحف أن الأزمة لم تعد مقتصرة على تشكيل حكومة وخلاف على الوزراء والحقائب، وإنما امتدت لصراع سياسي كبير يتعلق بالنزاع على الصلاحيات بين الرئيس اللبناني ميشال عون ومن خلفه فريقه السياسي “التيار الوطني الحر” برئاسة النائب جبران باسيل من جهة، وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى.
وأشارت إلى أن عون يحاول تثبيت جبران باسيل في المعادلة السياسية المقبلة عبر ضمان امتيازات له في الحكومة المقبلة وإدارات الدولة، في موازاة ترتيب مسألة القانون الانتخابي لتوفير أكثرية نيابية كفيلة بانتخاب رئيس التيار الوطني الحر رئيسا للجمهورية خلفا له بعد أقل من عامين، في مقابل رؤية لدى الحريري مفادها أن جبران باسيل انتهى سياسيا بغض النظر عن حجمه النيابي أو حجم حزبه.
وأضافت أن الزيارة التي أجراها الرئيس اللبناني أمس إلى الصرح البطريركي واجتماعه مع البطريرك الراعي، بدا منها من حيث الشكل وكأنه في موقع الذي يسعى لإنقاذ عملية التأليف الحكومي في حين أن الرئاسة وفريقها السياسي متهمان بتعطيل مهمة الحريري وتعقيدها، وفي المقابل ظهر رئيس الوزراء المكلف بتغيبه وكأنه يقول إنه لن يتنازل قيد أنملة عن تشكيل حكومة الاختصاصيين (خبراء) المستقلين مهما طال أمد الفراغ لأنه يعتبره أفضل من العودة إلى حديث المحاصصة الوزارية.
وحذرت الصحف من أن استمرار الأزمة السياسية والفراغ الحكومي قد يؤدي إلى المزيد من التدهور في الأوضاع المالية والاقتصادية والنقدية والمعيشية التي تعاني تراجعا كبيرا ومتسارعا.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )