أدانت الصحف السعودية في افتتاحياتها الصادرة اليوم الجمعة، إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدة أن انحياز واشنطن لإسرائيل يدخل القضية الفلسطينية نفقا مظلما.
وتحت عنوان (القرار الخاطئ)، قالت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها اليوم :”لقي قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة تنديداً عالمياً غير مسبوق دون استثناء عدا (إسرائيل) المستفيد الوحيد منه، فدول العالم وقفت موقفاً قوياً ضد قرار الإدارة الأمريكية واعتبرته قراراً غير مسؤول لن يؤدي إلى حل القضية الفلسطينية بل سيؤدي إلى تأزمها أكثر مما هي عليه”.
وقالت إن القرار الأمريكي لم يكن وليد لحظته بكل تأكيد بل جاء نتيجة لوعود انتخابية واستجابة لجماعات الضغط الأميركية اليمينية المؤيدة لـ(إسرائيل) تأييداً أعمى على خلفية دينية متشددة تنظر لمصالحها فقط دون أية اعتبارات أخرى، فهي غير مهتمة بالانعكاسات السلبية لهذا القرار على الشعوب العربية والإسلامية أو على صدقية الوسيط الأميركي الذي ثبت -بما لا يقبل الشك- انحيازه التام لـ(إسرائيل)، وإن كنا نعرف تلك الحقيقة سابقا لكنها الآن أصبحت غير قابلة للشك بأي حال من الأحوال.
وختمت الصحيفة:”لا نستطيع العثور على أية نتائج إيجابية للقرار الأمريكي، بل على العكس النتائج سلبية وقاتمة وستزيد الأوضاع في منطقتنا العربية والإسلامية تأزما، وفي ظل عدم التراجع عن القرار -وهذا هو الغالب- علينا أن نعمل جاهدين من أجل القدس الشريف وأن لا نقف مكتوفي الأيدي خاصة وأن العالم كله يقف إلى جانبنا”.
في السياق ذاته.. قالت صحيفة “اليوم” في افتتاحيتها بعنوان (القرار الأمريكي وتقويض عملية السلام)، إن إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل والأمر بالتحضير لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، يشكل في حقيقته استفزازا لمشاعر المسلمين، وتقويضا للعملية السلمية في الشرق الأوسط، وبهذا الإعلان فإن القضية الفلسطينية دخلت في نفق مظلم بفعل انحياز واشنطن للكيان المحتل.
وأشارت إلى أن ردود الفعل على الإعلان من كافة الدول العربية والإسلامية اتسمت بالغضب الشديد، فالإعلان يلحق أفدح الأضرار بمقدسات المسلمين، ومهما كانت ذرائع الاعتراف كالوفاء بالوعد الذي قطعه الرئيس الأمريكي لإسرائيل فان ذلك لا يبرر هذا الاعتراف المجحف بحق الدولة الفلسطينية، ولا يساعد على التوصل إلى اتفاق سلام عادل وشامل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتابعت “الخطوة الأمريكية في واقع أمرها خطوة خطيرة لاستفزاز مشاعر المسلمين أينما وجدوا نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى، وهو القبلة الأولى للمسلمين في قلوب وعقول ونفوس كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فالغضب العارم سيتصاعد جراء هذه الخطوة فالقدس خط أحمر كان يجب عدم الاقتراب منه إلا بعد الانتهاء من التسوية الشاملة بين الطرفين، فالإعلان الأمريكي يعد مصادرة واضحة للحق التاريخي للشعب الفلسطيني في القدس”.
وعلى نحو متصل.. قالت صحيفة “عكاظ” تحت عنوان عنوان (القدس عربية إسلامية) .. “مضى 7 عقود على احتلال فلسطين، ولا يزال الجرح غائراً في جسد الأمة العربية والإسلامية كلها، فاغتصبت الأرض وزهقت فيها أرواح الآلاف من أبناء هذه الأرض، فترملت النساء وتيتم الأطفال، ولكن يبقى الحق قائماً في أرض فلسطين وعاصمتها القدس، ولن يسقط بالاحتلال ولا بالتقادم، وأيا كان بطش المحتل واستبداده وسوء مسعاه، ستبقى القدس أولى القبلتين ومسرى خاتم النبيين، وستظل قيمتها الروحانية والتاريخية في قلب كل عربي ومسلم، وهي حجر الأساس في الصراع العربي الإسرائيلي”.
وأضافت أن موقف المملكة العربية السعودية من احتلال القدس هو ذات الموقف العربي الإسلامي الموحد تجاه القدس عاصمة لدولة فلسطين ولا حياد عن ذلك، ولذلك استنكرت المملكة بشدة وبكل أسف وفقاً للبيان الصادر من الديوان الملكي أمس، اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني، باعتبار أن هذا التوجه يمثل انحيازا كبيرا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.
وختمت بالقول، “لن نقبل أن تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة ولن يتمكن المحتل من فرض واقع جديد عليها، وما يحدث الآن هو هدم وتحطيم لكل جهود ومساعي السلام، ولن تنعم المنطقة والعالم بأسره بأي أمن واستقرار ما لم يستعد الشعب الفلسطيني حقه التاريخي الأصيل في القدس والأراضي المحتلة أو الوصول إلى تسوية عادلة في هذه القضية”.
أ ش أ