مازالت أصداء رفع العقوبات عن إيران بعد الاتفاق بشأن برنامجها النووي حاضرة في الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء.
وقد خصصت صحيفة الإندبندنت مقالها الافتتاحي لتناول هذه القضية، قائلة إنه على الرغم من أن رفع العقوبات يمثل خطوة ايجابية في المنطقة إلا أن ثمة خطر يكمن في أن الثروة يمكن أن تقوي المتشددين في إيران.
وتشير الصحيفة إلى أن العالم بات مكانا أكثر أمنا الآن مع تعطيل قدرة طهران على بناء أسلحة نووية ووضع سلطات رقابية عليها تجعل امكانية الخداع (بشأن نشاطاتها النووية) أمرا صعبا.
وتضيف أن فتح أبواب البلاد، التي تضم 80 مليون نسمة ممن هم في حاجة ماسة إلى التحديث، ومع توفر المال اللازم لذلك، يقدم سوقا جديدا كبيرا في الاقتصاد الدولي الذي يشكو من الركود. والشركات في الدول الصناعية الكبرى بدأت في التنافس لقطف فوائد ذلك.
وتأمل الصحيفة أنه على المدى البعيد، “سيقوي الاتفاق الاصلاحيين الملتفين حول الرئيس الإيراني علي روحاني، الذي يريد أن يجعل من إيران بلاد أكثر (طبيعية) وغير منبوذة بل وتلعب دورا في العالم يناسب ماضيها الغني وإمكانتها الكبيرة”.
وتقول الصحيفة أن روحاني الذي رحب بالاتفاق ووصفه بأنه “صفحة ذهبية” في التاريخ الإيراني، سيحمل رسالة المشاركة هذه خلال زيارته إلى فرنسا وإيطاليا الأسبوع المقبل.
وتشدد افتتاحية الصحيفة على أن رفع العقوبات واطلاق نحو 50 مليار دولار أو أكثر من أرصدة إيران المجمدة سيقود الى برنامج استثمار محلي سيحسن من مستوى معيشة الإيرانيين العاديين، ولكن ثمة سبب قوي للخشية من أن بعضا من ذلك، على الأقل، سيذهب لتأجيج الصراعات في المنطقة من سوريا واليمن إلى نشاطات حزب الله وحماس ضد إسرائيل.
وتخلص الصحيفة الى أن الأمل معقود على أن يطور المعتدلون بقيادة الرئيس روحاني والمدعومون من جيل الشباب الإيرانيين المتعطشين إلى الانفتاح على العالم والالتحاق بركبه، مقتربا بناء أكثر، ولكن إذا وقع فشل في تحقيق تحسينات اقتصادية وجعلها واقعا ملموسا، فقد يعطي السخط الجماهيري الناجم عن ذلك فرصة للمتشددين كي يضربوا ثانية.
وتنشر الصحيفة نفسها تقريرا لمراسلها في روما يستبق زيارة الرئيس الإيراني روحاني إلى ايطاليا وفرنسا، ويشير التقرير إلى أن إيران لم تضيع أي وقت في إعادة دخولها إلى النظام المالي العالمي عشية رفع العقوبات عنها، إذ عقدت صفقات جاهزة الآن مع شركات فرنسية وألمانية.
فضلا عن مسارعة الرئيس الإيراني للقيام بجولة أوروبية هي الأولى منذ رفع العقوبات عن بلاده الأمر الذي مكن إيران من استعادة علاقاتها التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة.
ويقول التقرير إن إيران عقدت صفقة تقدر قيمتها بعشرة مليارات دولار مع شركة أيرباص الفرنسية لشراء 114 طائرة جديدة، بحسب تقارير الصحافة المحلية.
المصدر: وكالات