تحيي منظمة الصحة العالمية وشركاؤها غدا الخميس اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم 2018 تحت شعار “اعرف أرقامك”، ويهدف الاحتفال إلي زيادة الوعي بخطورة مرض ارتفاع ضغط الدم ، خاص وأن الإحصائيات تشير إلي أن أكثر من مليار شخص علي مستوي العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
والاحتفال باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم هو يوم اختارته وعينته الرابطة العالمية لارتفاع ضغط الدم (WHL)، وهي منظمة تضم تحت لوائها 85 جمعية ورابطة وطنية لارتفاع ضغط الدم. واختير هذا اليوم لزيادة الدراية بشأن ارتفاع ضغط الدم، وهذا كان شيئا مهما خصوصا في ظل وجود مرضى فرط ضغط الدم الذين لا يمتلكون المعرفة المناسبة. وقد حددت الرابطة العالمية لفرط ضغط الدم هذا اليوم لأول مرة يوم14 مايو عام 2005 ، ولكنه منذ عام 2006 يصادف 17 مايو من كل عام.
يعبر عن ضغط الدم (Blood Pressure) برقمين، رقم في البسط وآخر في المقام، أما البسط فيمثل ضغط الدم الانقباضي ، وهو أعلى ضغط يحدث على جدران الأوعية الدموية عندما ينبض القلب ليضخ الدم إلى مختلف أجزاء الجسم، وأما المقام فيمثل ضغط الدم الانبساطي ، الذي يعتبر أقل ضغط يحدث عند انبساط القلب بين النبضات، وإذا كانت قراءات ضغط الدم أعلى من 90/60 وأقل من 120/80 فإن هذا يعتبر ضمن الحدود الطبيعية، ولا يعتبر الشخص مصاباً بأي اضطرابات صحية ذات علاقة بالضغط.
ويمكن القول إن ضغط الدم يعتبر مرتفعاً في حال كانت قراءة ضغط الدم الانقباضي 130 مم زئبق فأكثر، أو كانت قراءة ضغط الدم الانبساطي 80 مم زئبق فأكثر، وحتى يتم تشخيص المصاب بمرض ضغط الدم المرتفع يقوم الطبيب بقياس ضغط دم المصاب مرتين إلى ثلاث مرات في الجلسة الواحدة ولثلاث جلسات منفصلات، وذلك لأن قراءات الضغط تتأثر بشكل كلي خلال التغيرات التي تجري أثناء اليوم.
الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص يرتفع ضغط الدم لديهم عند مراجعتهم الطبيب من الرهبة ولا يعد عندها ارتفاع ضغط الدم مرضاً، ولذلك قد ينصح الطبيب المعني بقياس ضغط الدم في المنزل وتسجيل قراءاته، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى.
وفي الحقيقة يمكن تقسيم ارتفاع ضغط الدم إلى مرحلتين، أما المرحلة الأولى لارتفاع ضغط الدم ( Stage 1 Hypertension) ففيها يتراوح ضغط الدم الانقباضي ما بين 130 و139 مم زئبق، أو يتراوح ضغط الدم الانبساطي ما بين 80 و89 مم زئبق، أما في المرحلة الثانية لارتفاع ضغط الدم (Stage 2 Hypertension) فيكون ضغط الدم الانقباضي 140 مم زئبق فأكثر، أو ضغط الدم الانبساطي 90 مم زئبق فأكثر.
أما أعراض ضغط الدم المرتفع، فيعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم مرضاً صامتاً؛ إذ لا تظهر على المصابين به أية أعراض أو علامات، وقد يكون الشخص مصاباً بارتفاع ضغط الدم لسنوات أو ربما عقود دون معرفته بذلك، ولذلك يجدر بالأشخاص فحص ضغط الدم بشكل دوري، وقد تظهر على المصابين أعراض عند ارتفاع ضغط الدم بشكل حاد ومفرط، وعندها تجب مراجعة الطبيب بشكل فوري، ومن هذه الأعراض والعلامات ما يأتي : الصداع ؛ ضيق التنفس؛ نزيف الأنف ؛ الدوار؛ الشعور بألم في الصدر؛ اضطرابات النظر؛ ظهور الدم في البول.
ويمكن ذكر أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد تقسيم الحالات كما يأتي:
– ارتفاع ضغط الدم الأولي: ويعد النوع الأكثر شيوعاً لارتفاع ضغط الدم، وغالباً ما يحدث ببطء، ولا يوجد سبب معروف له، ولكن يعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في ظهوره، ومنها ما يأتي:
1- الجينات، وذلك بسبب انتقال الجينات غير الطبيعية من الآباء إلى الأبناء.
2- التغيرات الجسدية ، ومثال ذلك اضطراب وظيفة الكلى عند تقدم الإنسان في العمر، إذ يعتقد العلماء أن قدرة الكلى على المحافظة على توازن السوائل والأملاح في الجسم تضعف بتقدم الإنسان في العمر، وقد يتسبب هذا الأمر بارتفاع ضغط الدم.
3- العوامل البيئية، ومثال ذلك اتباع نمط حياة غير صحي، كتناول الطعام غير الصحي وعدم ممارسة الأنشطة الجسدية، وقد عزى البعض هذا الأمر إلى تسببه بزيادة وزن الشخص أو معاناته من السمنة، ولعل هذا العامل بحد ذاته يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
4- ارتفاع ضغط الدم الثانوي: ويظهر هذا النوع بشكل سريعٍ، وهناك بعض الظروف والاضطرابات التي تسببه، ومنها ما يأتي:
أمراض الكلى ؛ اضطرابات الغدة الدرقية ؛ مرض قلبي خلقي؛ انقطاع النفس الانسدادي النومي ؛ آثار جانبية لبعض أنواع الأدوية؛ تناول المخدرات والأدوية الممنوعة قانونياً؛ شرب الكحول؛ اضطرابات الغدة الكظرية ؛ بعض أنواع أورام جهاز الغدد الصماء.
أما بخصوص علاج مرض ضغط الدم المرتفع ، فيمكن علاج ارتفاع ضغط الدم بالخيارات الآتية:
تغييرات نمط الحياة، ويعتبر إجراء تغييرات في نمط حياة المصاب الخطوة الأولى للعلاج، وكذلك للوقاية من الإصابة بضغط الدم المرتفع، ومن هذه التغييرات : ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، وينصح الأطباء بممارسة التمارين الهوائية والمعتدلة في شدتها مدة 30 دقيقة في اليوم لـ 5 إلى 7 أيام في الأسبوع؛ الحد من التوتر والتعامل معه بشكل سليم، ويجدر التنبيه إلى وجوب الامتناع عن التدخين، والأساليب الأخرى الخاطئة المتبعة من قبل البعض لتخفيف التوتر؛ الحد من تناول الملح، وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بتقليل تناول الملح لأقل من 5 غرامات في اليوم الواحد ؛ الامتناع عن شرب الكحول ؛ الحرص على تناول الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، ومشتقات الألبان قليلة الدسم، وكذلك تقليل كمية الدهون المتناولة؛ تقليل الوزن في حال المعاناة من زيادته أو السمنة.
أما بخصوص العلاجات الدوائية، وغالباً ما يبدأ الطبيب المختص العلاج بجرعات قليلة من الأدوية المستخدمة في علاج الضغط، ومن هذه الأدوية مثل، مدرات البول مثل الثيازيد ، محصرات قنوات الكالسيوم، مضادات مستقبلات الأنجيوتينسن ، مثبطات إنزيم محول الأنجيوتنسين.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية ، إلي أن عدد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم تضاعف تقريبا في 40 عاما ليصل إلى أكثر من 1.1 مليار في أنحاء العالم مع انتقال وطأة المرض من الأثرياء إلى الفقراء. وفي أكبر دراسة من نوعها تحلل ضغط الدم في كل دولة بين عامي 1975 و2015، أشارت التقارير إلي إن المرض تراجع بقوة في البلدان الغنية ربما بسبب الوجبات وأنماط الحياة الصحية لكنه ازداد في البلدان الفقيرة. وأضاف الباحثون أن الزيادات كبيرة بشكل خاص في إفريقيا وجنوب آسيا ولعل الأمر يرجع جزئيا إلى سوء التغذية في الصغر.
ويضيف ارتفاع ضغط الدم إجهادا زائدا على الأوعية الدموية وأعضاء الجسم الرئيسية مثل القلب والمخ والكليتين.
وهو السبب الرئيسي في العالم لأمراض القلب والأوعية الدموية التي تؤدي إلى سكتات دماغية وأزمات قلبية ويقدر أنها سبب في وفاة 7.5 مليون حالة سنويا في أنحاء العالم. وشملت هذه الدراسة التي يقودها باحثون من منظمة الصحة العالمية يعملون مع مئات من العلماء على المستوى الدولي قياسات لضغط الدم لنحو 20 مليون شخص ونشرت في دورية لانست الطبية.
وفي أوروبا وجد أن أقل نسبة ممن يعانون من ضغط الدم في عام 2015 كانت في بريطانيا. وكان لدى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وكندا أقل معدلات لضغط الدم في العالم.
وقدرت الدراسة أن أكثر من نصف البالغين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في عام 2015 يعيشون في آسيا.
وأضافت أن نحو 226 مليون شخص في الصين و200 مليون شخص في الهند يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وقد أشار “مجيد عزتي” وهو أستاذ في إمبريال كولدج في كلية لندن للصحة العامة، إلي أنه لم يعد ارتفاع ضغط الدم مرتبطا بالرفاهية كما كان في عام 1975 ، ولكنه أصبح الآن مشكلة صحية كبيرة مرتبطة بالفقر. وأضاف عزتي، أنه بينما لا يسعه التأكد من السبب في أن البيانات أظهرت أن مشكلة ارتفاع ضغط الدم أكبر في البلدان الأكثر فقرا فإن الأمر قد يرجع جزئيا إلى تحسن عام في الصحة واستهلاك أكبر للفواكه والخضر في المجتمعات الغنية. وإنه في البلدان الغنية يتم اكتشاف الحالات بتواتر أكبر ومبكرا ويتم التعامل معها طبيا بطريقة أكثر فاعلية.
المصدر : أ ش أ