أفاد تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية أن “وباء السمنة” في أوروبا يقتل أكثر من 1.2 مليون شخص ويسبب ما لا يقل عن 200 ألف حالة سرطان في المنطقة سنويا.
وذكر تقرير المنظمة لأممية أن السمنة في أوروبا وصلت إلى “أبعاد وبائية” مشيرا إلى أن ما يقرب من ثلث الأطفال و 59 في المائة من البالغين في أوروبا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة
وأوضح التقرير آنف الذكر، أنه “من المقرر أن ينمو هذا الرقم أكثر، وفي بعض البلدان من المتوقع أن تتجاوز السمنة المفرطة عوامل خطر الإصابة بالسرطان الأخرى، بما في ذلك حتى التدخين”. و أضاف” أن الأولاد أكثر عرضة للإصابة بزيادة الوزن أو السمنة مقارنة بالفتيات”
كما حذر تقرير منظمة الصحة العالمية الإقليمي من أن معدلات السمنة المفرطة “لا تزال تتصاعد”، مشيرة إلى أنه لا يوجد بلد في المنطقة يتوقع أن يحقق هدف منظمة الصحة العالمية الخاص بالأمراض غير المعدية (NCD) المتمثل في وقف ارتفاع معدلات السمنة. وجاء في التقرير: “من المثير للقلق، أنه كانت هناك زيادات مستمرة في انتشار زيادة الوزن والسمنة، ولا توجد دولة عضو واحدة في الإقليم تسير على الطريق الصحيح للوصول إلى هدف وقف ارتفاع السمنة بحلول عام 2025”
كما قالت منظمة الأمم المتحدة إن معدلات السمنة في أوروبا أعلى من أي منطقة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بخلاف الأمريكتين، مضيفة أنها ارتفعت بنسبة 138 في المائة بين عامي 1975 و2016. كتب مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا الدكتور هانز هنري كلوغ في مقدمة التقرير أن جائحة كوفيد -19 لم تفعل شيئًا لمساعدة الموقف. وقال كلوغ: “كان الأشخاص المصابون بالسمنة أكثر عرضة لتجربة نتائج حادة من طيف مرض كوفيد -19، بما في ذلك دخول وحدة العناية المركزة والوفاة”
وأضاف أن عمليات الإغلاق وإغلاق المدارس والعمل عن بعد ربما ساهمت في ارتفاع معدلات السمنة في أوروبا. يقول المتخصصون في المنظمة الأممية أن مليار شخص سيعانون من السمنة بحلول عام 2030 ف يحال لم تتخذ إجراءات عاجلة
وتابع هانز هنري كلوغ “تشير الأدلة الأولية إلى أن العديد من القيود المتعلقة باحتواء الوباء، بما في ذلك إغلاق المدارس وفترات تقييد تحركات السكان، أدت إلى زيادة التعرض لبعض عوامل الخطر التي تؤثر على احتمال إصابة الشخص بالسمنة أو زيادة الوزن”
من جانبه، قالت جوليان ويليامز، الذي شارك في إعداد التقرير “هناك أيضًا نمط حياة طويل المدى وعوامل اجتماعية تعرض الأوروبيين لخطر زيادة الوزن أو السمنة.” وقالت جوليان ويليامز، التي تشغل منصب المسؤولة الفنية في منظمة الصحة العالمية للأمراض غير المعدية، “نحن نعيش في بيئات يسهل فيها الوصول إلى طعام رخيص ولذيذ” مضيفة “نحن نعلم أن أطفالنا يشاهدون إعلانات عن أطعمة غنية بالدهون والسكر والملح”
وقالت ويليامز لوكالة أسوشييتد برس “من أجل تغيير الوضع، يجب إجراء تغييرات فعالة في السياسة على المستوى الحكومي” مؤكدة “لا يتعلق الأمر فقط بإخبار الأفراد بتغيير سلوكهم، بل يتعلق بتغيير السياسة الصحية التي تعتمدها الدول” حسب قولها
توصي منظمة الصحة العالمية أيضًا بأن التحدي أمام الحكومات في “انتشار منافذ الوجبات الجاهزة في الأحياء ذات الدخل المنخفض”، وتوصي بتأطير الغذاء الصحي كطريقة ناجعة لمكافحة الآفات الصحية. استنادًا إلى مجموعة بيانات من عام 2016، جمع التقرير الجديد إحصاءات من 53 دولة أوروبية وهو أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن السمنة في أوروبا منذ عام 2007
وفي الوقت الحالي، يعاني حوالي 59٪ من البالغين في أوروبا من زيادة الوزن أو السمنة، وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية. وتؤثر هذه المشكلة على الأطفال أيضا: حوالي 7.9٪ من الأطفال دون سن الخامسة – البالغ عددهم حوالي 4.4 مليون، يعانون بالفعل من مشكلات الوزن الزائد. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه يجب اتباع نهج شامل لمعالجة هذه المشكلة. وتشمل التدابير المقترحة زيادة الضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر وإعانات مالية لبائعي الأطعمة الصحية
المصدر: وكالات