لحظات من القلق تنتاب البشرية مع كل دورة للصاروخ الصيني الشارد حول الأرض، بعد أن فقدت الصين السيطرة عليه عقب نجاح مهمته في نقل الكبسولة المركزية لبناء محطة الفضاء الجديدة “تيانخه” الصينية.
ويفتح الصاروخ الصيني “لونج مارش 5 بي”، أبوابا من التساؤلات حول مصير المئات من الأقمار الاصطناعية والصواريخ التي تحولت إلى حطام عقب انتهاء مهامها، ولا تزال تسبح في الفضاء.
وبحسب شبكة “س إن إن” الإخبارية الأمريكية ، يوجد فوق الأرض “سحابة من الخردة” يزيد وزنها على 9 آلاف طن، أي ما يعادل وزن 720 حافلة مدرسية، تضم مئات الآلاف -وربما الملايين- من الأجسام التي تدور في مدار غير منضبط، بما في ذلك معززات الصواريخ المستهلكة والأقمار الاصطناعية “الميتة” وحطام العروض العسكرية للصواريخ المضادة للأقمار الاصطناعية.
وتتركز النفايات الفضائية بشكل كبير في مدار قريب لسطح الأرض، ورغم أنها لا تشكل خطرا كبيرا على البشر فإنها تهدد الأقمار الاصطناعية النشطة التي توفر لنا الخدمات، بما في ذلك تتبع حالة المناخ وتسهيل الاتصالات.
ووفقا لمؤشر الأجسام المطلقة في الفضاء التابع لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، يدور حول الأرض 4635 قمرا اصطناعيا حاليا.
لخطورة الأكبر تكمن في الحطام الذي يدور في المدار الأرضي المنخفض، ويكتسب هذا الحطام سرعته نتيجة الحركة في المدار، ويبدأ في الهبوط إلى مستويات أقل حتى يخترق الغلاف الجوي للأرض ثم يحترق.
ويمتلئ الفضاء الخارجي بمئات الأقمار الاصطناعية “الميتة” التي أنهت مهمتها وتسبح في الفراغ، وتعتبر هذه الأجسام حطاما فضائيا وأحيانا ما تصطدم بأخرى في الفضاء، ومع الوقت ونتيجة الاصطدام المتكرر، تُدمر الأقمار الاصطناعية الميتة وتتحول إلى جزيئات صغير.
ويهدد الحطام محطة الفضاء الدولية، حيث تعيش أطقم من رواد الفضاء منذ عام 2000، وكان عليهم تعديل مدار المحطة عدة مرات في العام الماضي لتجنب الاصطدام بالحطام الفضائي.
وهناك قانون دولي ينظم حركة عودة الصاروخ من الفضاء إلى الأرض، ففي عام 1967 أُعلنت معاهدة الفضاء الخارجي التي تظل الوثيقة الدولية الأساسية لتنظيم النشاط في الفضاء الخارجي.
وبحسب المعاهدة، فإن الدولة التي تطلق مركبة فضائية تحتفظ بحق السيطرة عليها، وتكون أيضا مسؤولة عن الأضرار التي تحدثها، وعليها أيضا تجنب “تلويث الفضاء”.
وفي العام الماضي، سقط أكبر حطام فضائي منذ عام 1991 لصاروخ صيني خرج عن السيطرة وكان يزن 20 طنا في المحيط الأطلسي، بعد مروره مباشرة فوق لوس أنجلوس وسنترال بارك في مدينة نيويورك.