ضاع على البشرية ما كانوا يستعدون لوصفه بأحد أروع ما تقع عليه العين في الفضاء من الأرض، حيث كان المذنب «آيسون» المعروف بـ«مذنّب القرن» سيبدو كمصباح مضيء في السماء، إلا أنه اختفى تماما؛ حيث لم يتمكن من النجاة أثناء مروره قرب الشمس.
ذكرت وكالة «ناسا» الفضائية الأمريكية، الجمعة، أن “«آيسون» لم يصمد أمام لهب الشمس العظيم حين مر قربها من مسافة مليون و170 ألف كيلومتر، فتفكك المذنب الذي ولد قبل 4 مليارات و500 مليون عام تقاذفته خلالها المدارات والجاذبية حتى وصل المجموعة الشمسية، وفيها اختفى ولم يعد يظهر له أثر”، بحسب ما نقله موقع «العربية. نت».
جاء «آيسون» من منطقة في الفضاء غامضة وثلجية، تقع في أقصى حدود النظام الشمسي واسمها «أورت كلاود» للعلماء، ومضى من تلك المنطقة بسرعة تزيد على مليون كيلومتر في الساعة نحو الشمس، وهي سرعة تكفيه ليصل القمر من الأرض بحوالي 25 دقيقة، أو يطوي بها المسافة بين مكة والمدينة بأقل من ثانيتين.
ومع أنه كبير الحجم وصخرة عملاقة معدل قطرها 1200 متر تقريبًا، “إلا أنه كان يفقد 3 ملايين طن من كتلته بكل ثانية” كان يقترب فيها من حرارة الشمس البالغة 4900 درجة عند اقترابه الأقصى منها، مساء الخميس، إلى درجة أن أحد راصديه، وهو بروفسور أميركي يدعى جودريل بانك، وصف ملحمة اقترابه من الشمس بـ«إلقاء كرة من الثلج في النار»، لذلك “سيكون من الصعب عليه النجاة”، بحسب وصفه.
ورصد الفيديو المنقول عن وكالة «ناسا»، وضع المذنب خلال مروره قرب الشمس على قسمين، حيث جاء القسم الأول، المذنّب مقتربًا من الشمس بين 20 و25 نوفمبر الجاري، والثاني بالأزرق كما بدا لآخر مرة، الخميس، مارا مداريا قرب الشمس، ومن وقتها لم يعد يظهر، وهو دليل بأنه تفكك وتشرذم، أو أن الشمس جذبته إليها وانصهر بنارها.
المصدر:د ب أ