بعد نحو ثلاثة أشهر من أول إحاطة أدلى بها المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانس جروندبيرج، أمام مجلس الأمن، انتقد سياسيون يمنيون تباطؤ تحركاته لجهة بلورة رؤية أممية محدثة لإنعاش مساعي السلام المتعثرة، خصوصاً في ظل استمرار الميليشيات الحوثية في التصعيد العسكري، وتهرب قادة الجماعة حتى الآن من استقباله في صنعاء.
المبعوث الأممي صاحب الخلفية الجيدة عن ملف الأزمة اليمنية، كان قد وعد بأنه سيبدأ من حيث انتهى أسلافه، لكنه – بحسب منتقديه – بات يسير على خطاهم من حيث الزيارات المكوكية إلى عواصم المنطقة والالتفات إلى اللقاءات الثانوية البعيدة عن جوهر المشكلة المتمثلة في انقلاب الجماعة المدعومة من إيران على الشرعية وسعيها للسيطرة على بقية أنحاء البلاد بالقوة.
وأشارت صحيفة الشرق الأوسط أن جروندبيرج سيستعد خلال الساعات المقبلة في الإدلاء بإحاطة جديدة أمام مجلس الأمن، يصف الباحث والأكاديمي اليمني فارس البيل تحركات المبعوث بأنها «لا تزال خارج الفعل الإجرائي». ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن لم يخبرنا كيف يمكنه حل المشكلة اليمنية وما أولوياته، وباستثناء زياراته المهمة لعدن وتعز والساحل، فإن حديثه في أولى إحاطاته عن رؤية شاملة للحل، واستفادته من أخطاء من سبقوه هي إشارات مهمة، تنبئ عن إدراك لطبيعة المهمة وتعقيداتها