أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لا ينوي فرض اقتراحه الخاص بـ«تهجير الفلسطينيين» من غزة، وسيكتفي بالتوصية به، تساؤلات عما إذا كان هذا الطرح سيلقى مصير خطة شبيهة طُرحت بنهاية فترته الأولى وعُرفت باسم «صفقة القرن».
وجاء موقف ترمب الجديد، وسط تحركات عربية على الأصعدة كافّة لإعمار القطاع دون مغادرة سكانه. وقبل 5 سنوات طرح ترمب ما عُرف إعلامياً بـ«صفقة القرن» في أواخر ولايته الأولى (2016 – 2020) لتطبيع سياسي واقتصادي إسرائيلي – عربي، مقابل دولة فلسطينية رمزية منزوعة السلاح، لا علاقة لها بالقدس، قبل أن يعلن بعد 5 أيام من توليه الرئاسة في ولايته الثانية، أنه ينوي تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن تمهيداً للسيطرة على القطاع وإقامة «ريفييرا الشرق الأوسط» على أنقاضه.
وقال ترمب، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، الجمعة: «خُطتي هي الطريقة الأفضل للقيام بالأمر. أعتقد أنها هي الخطة التي ستنجح حقاً، لكنني لن أفرضها. سأتراجع فحسب وسأوصي بها»، لافتاً إلى أنه «شعر بدهشة» لتعامل مصر والأردن معها بشكل سلبي.
وكان ترمب قد كرر في تصريحات مقترح تهجير غزة في 25 و27 و30 و31 يناير (كانون الثاني) الماضي، مضيفاً أنه يتوقّع موافقة مصر والأردن عليها، رغم أنهما رفضاها.
وفي مؤتمر صحافي مع نتنياهو في 4 فبراير الحالي، اقترح ترمب سيطرة الولايات المتحدة على غزة بعد حديثه عن نقل الفلسطينيين بشكل دائم من القطاع، وعندما سُئل عما إذا كان سيتم إرسال قوات أميركية، قال ترمب: «إذا كان ذلك ضرورياً، فسنفعل ذلك».
وأكد ترمب في 10 فبراير الحالي، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، أن الفلسطينيين ليس لديهم حق العودة، مكرراً مقترح التهجير في اليوم التالي خلال لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في واشنطن.
وجاء تراجع ترمب اللافت في ظل تحضيرات لعقد «قمة عربية طارئة» في 4 مارس المقبل، وهي قمة دعت إليها مصر لبحث تصور متكامل بشأن إعمار غزة دون تهجير سكانها. وقال الملك عبد الله الثاني في لقائه الأخير مع ترمب إنها «ستُقدّم إلى واشنطن بوصفها خطة بديلة».
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط