أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الميليشيات الحوثية وقوات صالح، لا يمكنها فرض التجربة الإيرانية على اليمنيين، مشيراً إلى أن العالم أجمع والدول العربية والإسلامية تقف مع الحكومة الشرعية، واستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابين.
وأوضح أن لدى الحكومة خطةً لدخول كل أفراد المقاومة الشعبية في دورات تدريب، حيث يمثلون جيش اليمن الجديد.
وقال في كلمة له أثناء حفل تخريج إحدى دفعات عناصر المقاومة وانضمامهم لصفوف الجيش الوطني بقاعدة العند (جنوب): «نحن لا ندعو للحرب، وإنما للسلام، ولكن لا يمكن للحوثي أن يفرض علينا التجربة الإيرانية».
وخاطَبَ الرئيس اليمني الخريجين قائلاً: «شكراً لكم، وأتمنى لكم النجاح، استطعتم الدفاع عن وطنكم وعلى الأرض والعرض، والدين الحنيف، كما نقول لكم إن العالم معكم، والدول العربية والإسلامية إلى جانبكم، لدينا خطة لدخول كل أفراد المقاومة في دورات تدريب، وهي جيش اليمن الجديد».
من جانبه، أوضح الناشط الحقوقي اليمني رأفت الزامكي، أن فشل التجربة الإيرانية في اليمن أمر مفروغ منه، «لأن اليمن بتاريخه وجذوره وعروبته يقف سداً منيعاً أمام أي مشاريع فارسية أو خارجية أياً كان نوعها لتغيير تركيبته أو نسيجه الاجتماعي».<
وأشار الزامكي، وهو الأمين العام للمركز الاستشاري للحقوق والحريات، ومقرّه جنيف، إلى أن الحوثيين حاولوا بلا جدوى تطبيق بعض الممارسات الإيرانية في مناطقهم، إلا أنه حتى سكان صعدة (معقلهم الرئيسي) رفضوا بقوة الآيديولوجيا الإيرانية ووقفوا ضدها، وهو ما عَرَّضهم للقتل والسجن والتعذيب على أيدي الميليشيات الحوثية، على حد قوله.
وأضاف: «من الناحية الإنسانية، من الصعب بل والمستحيل نقل التجربة الإيرانية وفَرْضُها على اليمنيين، لأن فيها من الممارسات ما لا يقبل مثل الإعدامات والاعتقالات التعسفية والتعدي على حرية الرأي والتجمع والمعتقَد، وانتهاك حقوق الشعوب غير الفارسية والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين، وممارسات التعذيب الممنهج».
وتعمل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالتعاون مع الحكومة الشرعية على تدريب الآلاف من عناصر الجيش الوطني اليمني الجديد، وذلك من خلال مدربين أكفاء يشرفون على برامج مكثفة في مختلف الصنوف القتالية، بالإضافة إلى إطلاق برامج لتدريب الطيارين.
وتنفذ عمليات التدريب في قاعدة العند الجوية (60 كيلومتراً شمال العاصمة المؤقتة عدن»، التي تقع على مساحة 15 كيلومتراً مربعاً، كما تم إنشاء معسكرات تدريب أخرى في محافظة مأرب اليمنية، وذلك لتجهيز وإعداد عناصر الجيش الوطني الجديد، بمشاركة ضباط من دول التحالف وضباط يمنيين سابقين، ودعمهم بالآليات والمعدات العسكرية اللازمة.
ونشرت قوات التحالف في اليمن مجموعات مختارة من قوات النخبة والطائرات، بغرض تدريب وتأهيل عناصر الجيش الوطني الجديد، كما تم نَشْر سرب مروحيات هجومية من طراز «أباتشي»، ومروحيات ذات قدرة هجومية خفيفة من طراز «بيل 407».
ويشرف مدربون من التحالف على تأهيل وتدريب عناصر المقاومة الشعبية الذين تم دمجهم في إطار الجيش الوطني الجديد وقوات الأمن، وتخرج الآلاف منهم حتى الآن.
وأطلق أخيراً برنامج تدريب مكثف لتشكيل قوات جوية يمنية جديدة في قاعدة العند الجوية التي تم إعادة تأهيلها، من خلال تدريب الطيارين اليمنيين على استخدام الطائرات، حيث يستهدف تجهيز وتأهيل الطيارين، في إطار تعزيز العمليات العسكرية في الجبهات المتبقية.
وقام طيارون يمنيون في وقت سابق بطلعات جوية في منطقة العمليات في تعز والبيضاء لمساندة قوات الشرعية والمقاوَمَة، ونفذوا ضربات جوية بدقة على عدة أهداف ودمَّروا مخازن أسلحة وآليات الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح.
وقَدَّمَت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي شُكرَها وتقديرَها لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، على الدعم والإسناد الذي تلقاه عناصر الجيش الوطني الجديد، وتوفير التدريب والتأهيل النوعي على أفضل الآليات والمعدات المتطورة.
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي باسم وزارة الدفاع اليمنية الدكتور علي البكالي، أن تدريب الجيش الجديد يتم على ثلاث مراحل، تتمثل في التدريب الميداني، ويتم على الأراضي اليمنية، في مناطق تحت سيطرة الشرعية، والتدريب التقني، وهو على مستوى متقدِّم، ويكون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى تدريب القادة العسكريين، الذي يكون في دول التحالف.
ولفَتَ الانتباه في تصريحات سابقة إلى أن ما يتم على أرض الواقع، هو تمكين الجيش الوطني الذي يُعاد بناؤه من قبل الحكومة الشرعية، مؤكداً أنه يتم الاستعانة بهم في جبهات القتال في الجمهورية بشكل عام لتحريرها، وقال: «أولى مهام الجيش الجديد تأمين المحافظات التي تمّت السيطرة عليها».
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط