تناولت المواقع والصحف العربية اليوم العديد من المواضيع العربية والدولية من بينها تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على مستقبل سوريا .
كتب مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق في صحيفة الشرق الأوسط : “لا يمكن أن نطلق على ما يجري حالياً في منطقة الشرق الأوسط وعلى ساحة الصراع المحتدم سوى زلازل من شأنها إعادة تحديد ورسم معالم النفوذ وقواعد الاشتباك .. أنظمة وتنظيمات سقطت أو حُجّمت، ودولٌ أخرى انكشفت أمام لحظة حقيقة تنفيذ الشعارات المرفوعة منذ عقودٍ خلت”.
هنا نسأل: كيف بالإمكان التعامل مع هذا العضال الذي بلغ ما بلغ من مراحل في جسد الدولة والمؤسسات والوطن؟ عادةً ما يتأثّر المريض بضغطٍ نفسيّ قد يفاقم وضعه سوءاً. وهذا حال الدول والأنظمة والشعوب في ظل تحولاتٍ قريبة منها وتتأثر بها. ولكن التهديد – عادةً – ما يشكّل فرصةً للمراجعة وإعادة بناء المقاربة للحفاظ على الوجود والمكتسبات والمستقبل.
وعليه تكمن الإجابة بضرورة العودة إلى الدولة والالتزام بفكرتها. بالعودة إلى الدولة والعمل وفق مصالحها وضروراتها، والنهوض بها، بعيداً عن الشعارات الرنانة التي كانت وقت الحقيقة كلاماً يملأ الأثير الإعلامي.
بالعودة إلى الدولة والبحث عن حاجات المواطن والعمل على تأمينها؛ من الكهرباء والماء وفرص العمل الحقيقية (لا فرص العمل النفعيّة) والطبابة وغيرها.
بالبحث عن كيفية ضبط السلاح والحدّ من تفلّته، والإعلان الصريح – من الجميع – بأن الدولة هي المسؤولة عن الخيارات الكبرى في البلاد. بالعودة إلى الدولة والإنصات إلى توجيهات المرجعية الدينية التي تنطلق من مسؤوليتها الشرعيّة في تحديد الأولويّات التي يجب العمل عليها لتحقيق ما هو خيرٌ للعراق والعراقيين. بالعودة إلى الوطن وحدوده، والابتعاد عن صراعات تتجاوز الحدود وتحوّل البلاد والعباد إلى أرقامٍ على خطوط الصراعات القائمة.
بالعودة إلى فهم الموقع الجغرافي وفهم خصوصيات الآخرين والعمل لتحقيق المصالح المشتركة والتكامل الثنائي والثلاثي والجماعي، لا بالقطيعة والانحياز والتعسكر لصالح فريق على حساب آخر.
المصدر: وكالات