قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر تتطلع لإعادة هيكلة المصانع التي تم إنشاؤها في مصر إبان حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، مشيرا إلى حرص البلاد على تطوير علاقاتها مع روسيا الاتحادية في مختلف المجالات.
واستقبل السيسي اليوم الثلاثاء بمقر الرئاسة، أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية.
وأضاف السيسي أن “مصر تقدم لروسيا فرصاً واعدة ليس فقط على المستوى الداخلي، وإنما أيضاً كمعبر لمرور وتيسير التجارة الروسية إلى كل من السودان وإثيوبيا في إطار ما يمثله البلدان إلى جانب مصر من سوق ضخمة وفرص واعدة للاستثمار والعمل المشترك”.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش إن بلاده لديها توقعات كبيرة بخروج زيارة الرئيس بوتين المرتقبة إلى مصر بنتائج إيجابية، حيث يعكف الجانب الروسي على صياغة العديد من اتفاقيات التعاون المشترك التي سيتم التوقيع عليها أثناء الزيارة، فضلاً عن التباحث بشأن العديد من المشروعات التي تشمل الطاقة وتخزين الغلال وتحديث المصانع التي تم تدشينها في مصر بخبرة سوفيتية سابقة وتنمية منطقة قناة السويس.
كان وزير الخارجية سامح شكري قال -في تصريح الأسبوع الماضي- إنه يتم الإعداد لزيارة مرتقبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر خلال العام المقبل.
وأشار دفوركوفيتش إلى التعاون مع مصر في مجالات البحث العلمي، معرباً عن استعداد موسكو لاستقبال أساتذة وعلماء مصريين لإجراء أبحاث مشتركة، فضلاً عن التنويه إلى ترحيب الجانب الروسي بزيادة عدد الطلبة المصريين الدارسين في روسيا.
وأضاف أنه يصطحب في زيارته وفداً من ممثلي كبريات الشركات الروسية للتعرف على فرص التجارة والاستثمار المتاحة في مصر، بغية تكثيف النشاط الاقتصادي والتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، معربا عن تطلع بلاده لإقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوروآسيوي الذي يضم كلاً من روسيا وكازاخستان وبيلاروس.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي زار روسيا -في أغسطس الماضي- لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه اتفق مع السيسي على توسيع التعاون العسكري بين البلدين وزيادة إمدادات القمح إلى مصر.
وتتسم جوانب التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا بالأهمية البالغة حيث تصدر روسيا الحبوب إلى مصر، كما كانت المنتجعات المصرية تجتذب ملايين السياح الروس سنويا قبل أن يتأثر قطاع السياحة بالتوترات السياسية والأمنية.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة في عهد الاتحاد السوفيتي في عام 1943، وبلغت ذروتها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية والبنية التحتية، وبينها السد العالي في أسوان ومعمل الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية.
وتم إنجاز 97 مشروعا صناعيا في مصر بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.
المصدر: رويترز