أعلن السفير الدكتور حازم فهمي، الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية انطلاق، أعمال منتدى الاستثمار في إفريقيا يوم ٢٠ فبراير المقبل ولمدة يومين بمدينه شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة رؤساء دول وحكومات أفارقة ورجال أعمال.
وأشار فهمي- في مؤتمر صحفي عُقد اليوم الخميس بمقر وزاره الخارجية عقب الاجتماع التنسيقي الذي عقد مع السفراء الأفارقة من الدول المشاركة على المستوى الرئاسي في المنتدى- إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيفتتح المنتدى، وأنه تم توجية الدعوة لـ٢١من رؤساء الدول الإفريقية ورؤساء التجمعات الإقليمية والاقتصادات الكبرى و٩٦وزيراً في مختلف القطاعات في القارة الإفريقية حيث سيكون المنتدى هو الأول من نوعه والذي يعقد تحت أجنده إفريقية وهو بمثابة آلية جديدة لتواصل دول القارة بين بعضها البعض بما يساهم في التكامل الاقتصادي.
وأضاف أن المنتدى يبني على تجربه التكتلات الأفريقية الثلاثة تمهيدًا لإقامة منطقة التجارة الحرة الإفريقية والتي سيبدأ التفاوض عليها في عام ٢٠١٧ ، مشيراً أن المنتدى يعقد من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بالتنسيق مع وزارات الاستثمار والتجارة والتعاون الدولي وتحت مظلة الاتحاد الإفريقي وبالتعاون مع بنك التنمية الإفريقي والمكتب الإقليمي للاستثمار لدول الكوميسا .
وأشار فهمي إلى أن المنتدى سيركز من الناحية الموضوعية على خمس موضوعات رئيسية تهم القارة الإفريقية ومصر، وهي الطاقة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والبنية التحتية والزراعة والصحة والدواء، مؤكدا أن المنتدى سيكون منتدى استثمار وتجاره بالدرجة الأولى وستكون الآلية به حوارية بالدرجة الأولى من خلال موائد مستديرة سيشارك فيها نحو ٥٠٠ من رجال الأعمال على المستوى الدولي والشركات ، مضيفاً أنه سيكون المتحدث الرسمي للمنتدى ومنسقاً له.
وردا على سؤال حول دورية عقد هذا المنتدى وإذا ما كان قد تم التشاور مع الدول الأفريقية حول تلك الموضوعات التي سيتم بحثها، قال السفير حازم فهمي إن المؤتمر سيعقد تحت مظلة الاتحاد الإفريقي و تعتبر تلك الموضوعات التي تم اختيارها من أهم الموضوعات التي تقود النمو حالياً فى القارة الإفريقية و تهم أغلب دولة القارة ،ونأمل في عقد المؤتمر بصفة دورية بحيث يغطى اغلب القطاعات المهمة على مدى الفترات الزمنية المقبلة ، مشيرًا أن بعض السفراء الأفارقة أثاروا في اجتماعهم اليوم أن موضوع التعليم وإيجاد آليات مشتركة بين دول القارة موضوع مهم.
وأضاف أن هذا المنتدى يعقد لأول مرة بأجندة إفريقية خالصة، وسيشارك فى المؤتمر الشركاء التنمويين لإفريقيا مثل الدول الاقتصادية الكبرى ، والغرض الأساسي أن رجال الأعمال ومنظمات القطاع الخاص الإفريقية تلتقي و بمشاركة كبار السياسيين ومتخذي القرار للنظر في كيفية دفع مسيرة التكامل الإقليمي في إفريقيا خاصة أن إفريقيا قارة واعدة و بها اقتصاد بازغ للعالم.
وتوقع أن تكون خلال العشرين عاماً المقبلة، الدول الأسرع نموًا في العالم تقريباً من إفريقيا ، وبالتالي فإنها ليست أقل من أي من التكتلات والتجمعات التي سبقتنا بل على العكس فأن التنوع و الثراء داخل أفريقيا أكبر كما أنها تمتلك عمالة شابة بنسبة كبيرة فى التركيبة السكانية كما بدأت مستويات التعليم في التحسن، معربا عن أمله أن يتم العمل على إيجاد التكامل الإفريقي وهوية إفريقية اقتصادية بحيث يصبح لإفريقيا تكتل إقليمي قوى.
و حول الرؤساء المشاركين، قال انه يتم حالياً الانتهاء من الإعداد للمؤتمر وسيتم لاحقا إعلان أسماء الرؤساء المشاركين ويتم دعوة رؤساء الدول التي تقود التكتلات الإقليمية فى القارة و الاقتصاديات الكبيرة في القارة.
وأوضح فهمي أن المنتدى يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بغرض تشجيع التجارة والاستثمار في إفريقيا ولن يكون مؤتمر لإلقاء الخطب بل لقاءات على موائد مستديرة وكذلك سيكون هناك قاعات مجهزة للقاءات الثنائية بين جهات حكومية وقطاع خاص أو بين قطاع خاص وآخر، وهو خطوة أولية لبدأ التقارب بين القطاع الخاص الإفريقي مع بعضه وبمشاركة دولية ولن يكون له اجتماعات تمهيدية، ومن المنتظر أن ينتج عن المؤتمر بعض الاتفاقيات الاقتصادية أو الاتفاق على المشروعات والنظر فى فرص التكامل الإفريقي.
وقال إننا في أفريقيا لازلنا في بداية طريق طويل جدا لأن عملية الاندماج والتكتل الإقليمي ليست سهلة وهناك مفاوضات تفصيلية كثيرة وقد بدأنا بموضوع التكتلات الإفريقية الاقتصادية الثلاث التي تشمل نصف اقتصاد القارة تقريباً وسيتم استكمال باقي التكتلات لضم كل القارة وهو طريق طويل ولكن لابد من البداية له ونحن نخلق الآلية التي تساعد على زيادة الزخم فى موضوع الاندماج والتكتل بين اقتصاديات القارة والقطاع الخاص بصفة خاصة.
وحول أهمية موضوع النقل والطرق بين دول القارة الذي يعد معوقا لزيادة للتجارة بين دول القارة وأسباب عدم بحثه في المؤتمر قال السفير حازم فهمي أن هذا الموضوع تم وضعه في الاعتبار و سيتم بحثه فى إطار موضوع البنية التحتية المطروح على المؤتمر، مضيفا أننا نحاول عمل عرض أثناء المنتدى عن دور المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس وكيف ستسهل التجارة بين إفريقيا ودول العالم وأن تكون محور ومركز لتوزيع هذه التجارة وأيضا قد يثار مشروع مثل دراسة ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط لفتح التجارة في دول تلك المنطقة على دول العالم، وهو مشروع معروض على البنك الإفريقي وبالتالي فسيتم تناول في المنتدى كل ما يتعلق بالبنية التحتية للتجارة و المعوقات التقليدية في التجارة بين إفريقيا ودول العالم وإمكانية التغلب على تلك المعوقات في الفترة المقبلة.
وردًا على سؤال حول دعوة رجال الأعمال الأفارقة وعالميين لحضور هذا المؤتمر وهل سيكون هناك مشروعات سوف تعرض من الجانب المصري أو الجانب الإفريقي لتحفيز المزيد من الاستثمارات الإفريقية الإفريقية..
وأوضح حازم فهمي أن فكرة المؤتمر أساسًا خرجت من خلال خطة عمل الوكالة للسنين القادمة، فالوكالة تقوم بثلاث مهام رئيسية من ضمنها دفع عملية بناء القدرات المؤسسية والبشرية في الدول الإفريقية من خلال التواصل بين الجنوب والجنوب.
وقال: نحن نقوم بتدريب الأشقاء الأفارقة ، وعلى مدى سنة ونصف استقبلنا حوالي ٢٥٠٠ متدرب ومتدربة إفريقية في حوالي ١٤ مجالًا مختلفا ومتنوعًا جدًا بنفس الخبراء أيضًا في دول القارة ووفقاً لطلبهم وفى حدود إمكانيتنا.
وأضاف: نحن نقدم بعض المساعدات المادية من خلال تجهيزات عيادات أو مستشفيات إلي أخره ،والأمر الأخر أننا نشارك الآخرين في المعرفة التي لدينا والتي هي ثرية جدًا لدى الجانب المصري من الناحية المعرفية ، ونحن أيضا رأينا أن مستقبل التكامل مع القارة جزء أساسي منه هو التكامل الاقتصادي والتجاري وبالتالي جاءت فكرة المنتدى .
وأوضح أن الجهات المعنية الأساسية فى الدولة المختصة بالتعاون والتكامل مع الدول الإفريقية هي وزارة الاستثمار” المسئول الأول عن الاستثمار في مصر ” ووزارة التجارة بالنسبة للتجارة الخارجية ووزارة التعاون الدولي أيضا، ولذلك نحن شركاء أساسيون متعاونون مع مؤسسات إفريقية مثل بنك التنمية الإفريقي والمكتب الإقليمي للاستثمار للكوميسا والتي هي المنظمة الإقليمية التي ننتمي لها أولا ، ولكن نحن ننظر نظرة إفريقية عامة ، ونريد أن يتم هذا التعاون ما بين جميع الدول الإفريقية .
وأضاف فهمي أن هناك ٥٠٠ من كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات الدولية تمت دعوتهم وهناك عدد اكبر قد يشارك، لافتاً إلى انه وخلال اجتماعه اليوم مع السفراء الإفارقة دعاهم إلى طرح أسماء كبار رجال الأعمال لديهم حتى يقوم وزير الاستثمار بتوجيه دعوة لهم لحضور هذا المنتدى.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان هذا المنى يعتبر استكمالاً لمؤتمر التكتلات الإفريقية الثلاثة الذي عقد في شرم الشيخ العام الماضي، قال السفير حازم فهمي بلا شك مؤتمر التكتلات حضر اكبر ثلاثة تجمعات اقتصادية في القارة أو منطقة التجارة الحرة ضمتهم في منطقة تجارة حرة واحدة أصبحت تمثل ٦٠٪ من اقتصاد القارة ، في خلال عامين سيبدأ التفاوض على منطقة تجارة حرة تشمل القارة برمتها فمجرد أن يتم عمل هذا الاندماج نخلق آفاقاً غير عادية للاستثمار والتجارة البينية فتحتاج لآليات للاستفادة من الفرص المتاحة لتعمقها وتخلق المزيد من الفرص ، فهذاالمنتدى نأمل أن يكون آلية أساسية ورئيسية للقارة الإفريقية في الاندماج والتكامل من خلال الاستفادة من تلك الاتفاقيات.
وردًا إلى سؤال حول الآلية المنتظرة للتغلب على معوقات التجارة بين الدول الإفريقية، قال فهمي إن المعوقات موجودة ولهذا فإن وجود السياسيين من خلال الحكومات على أعلى مستوى جاء لتسهيل عمل القطاع الخاص بحيث يحدث تشاور لتذليل العقبات ويحدث حوار إيجابي.
وعما إذا سيكون هناك نصيب لمصر من المشروعات في إفريقيا والضمانات ذات الصلة أشار إلى أن الدولة المصرية لا يمكن أن تقدم ضمانات لمن يستثمر في الدول الأفريقية وإنما هناك آليات تمويلية وتأمينه للتجارة مع دول إفريقية، ونقوم بالتوازي مع المنتدى بتنفيذ آلية معلوماتية حول كل دولة والتجارة والجمارك بها وبدأنا بـ١٠دول .
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )