أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تقوم وتحقق التقدم المنشود إلا بسواعد أبنائها وبالعمل وزيادة الإنتاج، وبالتضامن ووحدة الصف والصبر والتضحية، مشيرا إلى أن مصير مصر ليس في يده أو في أيدي الجيش أو الشرطة، بل هو بين أيدي شعبها.
وقال السيسي، في مداخلة مع ختام جلسة ” مواجهة ارتفاع أسعار السلع ما بين المسئوليات والواجبات للدولة والمجتمع والمواطن ” ، في إطار فعاليات المؤتمر الدوري للشباب المنعقد في الإسماعيلية، إذا كنا نحن السبب في حدوث ارتفاع بالأسعار ومعدلات التضخم والمشكلات الاقتصادية فنحن على استعداد لأن نترك الساحة ونذهب، على أن يأتي آخرون يقدمون الحلول.
وأكد أن هذه المشكلات تراكمت لأكثر من خمسين عاما، حيث كان المسئولون يخشون من رد فعل المواطنين في حالة اتخاذهم قرارات اقتصادية غير شعبية .
وأضاف السيسي ، أنه مع وقوع أحداث ٢٥ يناير٢٠١١ ، لبناء الدولة ، كان التوصيف لمشكلة مصر خلال الثلاثين عاما الماضية زائفا، وأقول للشباب والمواطنين الذين قد يشعرون بالمصاعب من جراء قرارات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة، لو أراد أحد أن يتحرك بغضب فإنه سيهدم بلده وبلد أولاده، وهذا الكلام الذي أقوله سأحاسب عليه امام الله .
وأشار الرئيس إلى ما قاله في لقائه مع مجموعة من شباب اقليم القناة وسيناء أمس ، بأن مصر دولة فقيرة مواردها شحيحة، بعد تعرضها لنكسة 1967، مما دفع المسئولون السابقون إلى عدم مواجهة المشكلة الاقتصادية بشجاعة.
وأشار على سبيل المثال إلى أن كل المحاولات من عهد عبد الناصر حتى الآن لم تنجح في الحد من الزيادة السكانية ، وهذا يعني أنكم لن تشعروا ابدا بحدوث أي تقدم حقيقي ما دامت الزيادة السكانية مستمرة بمعدل 2.5 في المائة.
وأكد السيسي أنه يضع هدفا استراتيجيا نصب عينيه وهو أن تقوم الدولة المصرية على اقدامها ، وقال اذا قارنتم كلامي هذا مع ما قلته أيام الحملة الانتخابية الرئاسية ستجدونه كما هو دون تغيير، حيث قلت من قبل إن أموال الدولة مقسومة إلى أربعة إجزاء للدعم والأجور والخدمات والباقي للاستثمار، وقلت لكم انتم معي أم لا، موضحا إنه يحرص على عقد المؤتمر الدوري للشباب لتوضيح الصورة ولتجديد العهد مع المواطنين بدعم مصر ومساندتها.
وأقسم الرئيس السيسي بالله إن الجيش بيقوم بدور تنموي موازي لما تقوم به الدولة كلها ، مشيرا إلى قيام القوات المسلحة بدور تنموي ضخم للحفاظ على أركان الدولة بعد الظروف الصعبة التي مرت بها مصر خلال السنوات الماضية .
وأشاد الرئيس السيسي بالجهود المقدرة التي تقوم بها القوات المسلحة في دفع عملية التنمية بجانب دورها الأساسي في حماية حدود الوطن والتصدي للإرهاب.
كما أكد الرئيس أن زيادة القدرات الدفاعية للقوات المسلحة تأتي لحماية مصر من التهديدات المتصاعدة في ضوء الاضطراب الإقليمي غير المسبوق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط.
وتساءل الرئيس قائلا هل أنتم مستعدين لدعم حركة الدولة بالعمل، مشيرا إلى أن الكلام عندما نقوله بيختلف عن الفعل والتنفيذ ولو تطابق الإمران لكانت مصر قد حققت النجاح في جميع المجالات ، منوها على سبيل المثال إلى مشروع المليون ونصف مليون فدان حيث ظل منذ عام ونصف العام يتراوح بين وزارتي الزراعة والري دون نتيجة واضحة، لافتا أن الخلل موجود في كل مؤسسات الدولة، وأنا أقول كل شيء في العلن وعلى الهواء مباشرة ، حتى تتضح الصورة .
ودعا الرئيس ، المصريين إلى التحلي بالصبر وتحمل المصاعب والمشاركة في إيجاد الحلول، مهما كانت المشكلات، مشيرا إلى مشكلة التمويل في تنفيذ مشروع المليون رأس ماشية ، حيث أنه يحتاج إلى ٦٠ مليار جنيه، ومشروع المائة الف صوبة يتكلف ٢٠ مليار جنيه، وقال ” نحن تأخرنا كثيرا في مختلف المجالات وتراجعنا”.
وأعرب الرئيس عن تقديره وشكره لتحمل المصريين مصاعب الإصلاح الاقتصادي، موضحا أن مصر خاضت ثلاثة حروب،أثنان منهم مع اسرائيل عامي 1967 و 1973 ، والثالث في اليمن ، وكانت التكلفة عالية ، مما أدى الى تراجع الخدمات ومناحي الحياة، مشيدا بإقدام الرئيس الراحل السادات على إبرام معاهدة السلام رغم ما تحمله ، حيث انه كان يفكر في مستقبل مصر.
وأكد السيسي ، إن مصر لن تقوم الا بعمل شعبها وبالتضحية، وقال ” أنا لن أتخلى عنكم الا اذا قلتم لي أترك منصبك، وانتم امنتوني على البلد” ، مؤكدا مجددا ضرورة تحقيق الاستقرار حتى تتقدم مصر .
وحذر السيسي المصريين من الحروب الحديثة التي لم تعد تستخدم فيها الجيوش نظرا لتكلفتها العالية ، وأنما أصبحت حروب إعلام وعقول وإرهاب وهي تتم بتكلفة بسيطة للغاية، ومن هنا لاينبغي الرد على الحروب الإعلامية بالكلام وإنما بالعمل وبتحقيق التقدم في جميع المجالات .
وأضاف السيسي قائلا إذا كانت قرارات الاصلاح الاقتصادي قد سببت لكم معاناة فتقبلوا اعتذاري، مؤكدا أن مصير مصر ليس في يدي أو في يد الجيش أوالشرطة ولكن مصيرها في يد شعبها.
وفي الختام أكد الرئيس السيسي إن الحكومة تعمل على توفير احتياجات شهر رمضان للمواطنين حتى لا يشعروا بالمتاعب في هذا الشهر الكريم .
المصدر: