دعا المرشح الرئاسي، عبد الفتاح السيسي الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لمساعدة بلاده في مكافحة الإرهاب وتجنب خلق أفغانستان جديدة في الشرق الأوسط.
كما دعا السيسي وهو وزير الدفاع السابق في أول مقابلة مع مؤسسة إعلامية دولية (رويترز) قبل انتخابات الرئاسة التي تجري يومي 26 و27 مايو الجاري الولايات المتحدة إلى استئناف مساعداتها العسكرية لمصر والتي تقدر بمبلغ 1.3 مليار دولار سنويَا والتي جمدتها واشنطن جزئيًا بعد الحملة التي شنتها السلطات المصرية على الإخوان المسلمين العام الماضي.
وسئل السيسي (59 عامًا) عن الرسالة التي يوجهها للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فقال (نحن نخوض حربا ضد الإرهاب).
وأضاف (الجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتي لا تتحول سيناء إلى قاعدة للارهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة، لو مصر مش مستقرة يبقي المنطقة مش هتبقي مستقرة).
وتابع السيسي (إحنا محتاجين الدعم الأمريكي في مكافحة الإرهاب. محتاجين المعدات الأمريكية لاستخدامها في مكافحة الإرهاب).
وقال إن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها الغرب أصبحت تمثل تهديدًا أمنيًا لمصر.
وطالب السيسي الغرب بأن (يستكمل مهمته بأن يحقق استقرارا داخل ليبيا بتجميع السلاح وبتطوير وتحسين القدرات الأمنية في ليبيا قبل ما يتخلي عنها.)
وأضاف أن على الغرب أن يتفهم أن الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه.
وقال (إحنا لازم نكون متحسبين من انتشار خريطة الإرهاب في المنطقة وأنا أتصور أن في دور للغرب في ذلك. هم لم يستكملوا مهمتهم في ليبيا).
وقال أيضا (على الغرب ان ينتبه لما يدور فى العالم وخريطة التطرف التى تنمو وتزداد. هذه الخريطة ستمسكم لا محالة).
وشدد السيسي على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا في انتقاد غير مباشر للسياسة الغربية في سوريا حيث تدعم الولايات المتحدة وأوروبا مقاتلي المعارضة الساعين منذ ثلاث سنوات لاسقاط الرئيس بشار الأسد وحيث انتشرت الجماعات الاسلامية المسلحة مما أدى إلى تمزيق البلاد.
وقال السيسي (أنا باتكلم علي إن الحل السلمي هو الحل المناسب وحدة سوريا ده لصالح أمن المنطقة وان سوريا لا تتحول الي منطقة جاذبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة ده هيهدد المنطقة بالكامل).
وتابع (وإلا هنشوف أفغانستان تانية. ومفتكرش إن إنتوا عايزين تعملوا أفغانستان تانية في المنطقة.)
وقال السيسي إن الجيش اضطر للتدخل بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة على انفراد الاخوان المسلمين بالحكم.
وقال (كل الوقت ما بيمر بتتضح الصورة أكتر للجميع والناس بتدرك والعالم بيدرك إن اللي حصل في مصر ده كان إرادة الشعب المصري وماكانش يقدر الجيش يتخلي عن شعبه وإلا كانت هتحصل حرب أهلية إحنا مش عارفين كانت هتوصل إلى أي مدي)
وفي ديسمبر الماضي تم حظر جماعة الاخوان باعتبارها جماعة إرهابية كما أن الرئيس السابق محمد مرسي الذي تم عزله في يوليو الماضي يحاكم بتهم تصل عقوبتها إلى الاعدام.
كذلك أحالت محكمة أوراق مرشد الإخوان محمد بديع إلى المفتي لأخذ رأيه في اعدامه هو ومئات آخرين من مؤيدي الإخوان.
كما شهدت الشهور التسعة الأخيرة زيادة في نشاط الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء بالاضافة إلى سلسلة من الهجمات في عدد آخر من المدن من بينها القاهرة.
وقتل المتشددون المئات من رجال الشرطة والجيش في تفجيرات وحوادث إطلاق نار في الشهور الماضية. وقال السيسي نفسه إنه تم اكتشاف محاولتين لاغتياله.
وقال السيسي إن مشكلة الاخوان ليست معه.
وأضاف (المشكلة مع الشعب المصري… انزلوا كلموا المواطن المصرى العادى البسيط واسألوه هتجدوا إنه غاضب جدًا ورافض جدًا أى شكل من أشكال المصالحة وبصراحة مفيش أى رئيس خلال الفترة القادمة أيا كان هيستطيع أن يعمل ضد إرداة الشعب المصرى.)
ويقول السيسي الذي ازدادت شعبيته بدرجة كبيرة عقب عزل مرسي في يوليو إنه يدرك التحديات الكبيرة التي تواجه مصر بعد الإضطرابات التي سادتها في السنوات الثلاث الأخيرة منذ عزل مبارك.
لكنه يرفض التحركات السياسية على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة من سعي لتحقيق نتائج خلال 100 يوم من الحكم ويقول إن البلاد تحتاج لجهد كبير.
وقال (100 يوم مش كفاية الحقيقة لأن حجم التحديات اللي موجودة في مصر كثيرة جدًا وفي البرامج اللي موجودة في الدول الغربية الأمور أكثر استقرارًا بكتير في كافة المجالات عن الواقع المصري , أنا متصور إن في خلال سنتين من العمل الجاد والدؤوب ممكن نحقق يعني شكل من أشكال التحسن اللي المصريين بيتمنوه ويتطلعوا إليه.)
وقال السيسي إن العلاقات بين مصر واسرائيل اللتين تربطهما معاهدة سلام مستقرة منذ أكثر من 30 عامًا رغم أنها تواجه تحديات كثيرة.
وقال (إحنا علاقتنا مع إسرائيل ومعاهدة السلام دي معاهدة مستقرة بقالها أكثر من 30 سنة. وقابلت كثير من التحديات وهي مستقرة وثابتة واحنا بنحترمها وسنحترمها).
وأضاف (محتاجين نشوف دولة فلسطينية. محتاجين نتحرك في السلام اللي تجمد بقاله سنين طويلة. هيبقي في فرصة حقيقية للسلام في المنطقة دي.)
وتابع (إحنا مستعدين للعب أي دور يحقق السلام والاستقرار والتقدم في منطقة الشرق الأوسط).
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز السيسي في انتخابات الرئاسة هذا الشهر. وهو يخوض الانتخابات أمام منافس واحد هو حمدين صباحي الذي جاء ثالثا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012.
وأبدى السيسي موقفًا يماثل موقف حكام مصر العسكريين السابقين من الاخوان إذ قال (المشكلة إن هما فقدوا الصلة مع المصريين وفقدوا التعاطف مع غالبية المصريين،وده أمر لازم انتوا تكونوا منتبهين ليه , العنف غير المبرر تجاه المصريين ده أفقدهم أي شكل من أشكال التعاطف مش بس كده, ده كمان مخلاش ليهم فرصة للمصالحة الحقيقية مع المجتمع وده الواقع اللي احنا بنتكلم فيه)
(اجراءات زى التعليم وزى محاربة الجهل والفقر وايجاد فرص عمل للناس والثقافة بكل ما تعنيه كلمة ثقافة من فنون واداب حتى تصحيح الخطاب الدينى ده جزء من المعالجة لكن فيه قانون وفيه دولة قانون لازم كلنا نحترمها وهما لو احترموا القانون ونفذوه ما افتكرش هيبقى فيه مشكلة.)
ولم يكن العالم يعرف شيئا يذكر عن السيسي الذي كان رئيسًا للمخابرات الحربية في عهد مبارك قبل أن يظهر على شاشات التلفزيون في الثالث من يوليو ليعلن عزل مرسي بعد احتجاجات حاشدة على إدارة مرسي لشؤون البلاد.
وبعد عزل رئيسين من خلال احتجاجات شعبية خلال ثلاث سنوات فقط سيتعين على السيسي تحقيق نتائج سريعة يشعر من خلالها المصريون بتحسن الاحوال.
وبخلاف التعاون الأمني مع الغرب لمكافحة التطرف الاسلامي قال السيسي إن طموح واشنطن لتطبيق الديمقراطية في مصر وغيرها يمكن أن يتم من خلال التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم من خلال تقديم المنح التعليمية وإقامة مشروعات يمكن أن تساهم في حل مشكلة البطالة.
وقال (دى مواجهة بتتطلب مشاركة الجميع, وأنتم كنتم ليكم دور فى دعم الديمقراطية عايزين تعملوا ديمقراطية فى دول كثيرة وهذا أمر جيد لكن كمان ده مش هينجح بالشكل المطلوب وفى أسرع وقت إلا من خلال دعم اقتصادى جيد ودعم التعليم بشكل جيد).
وقال (يا ترى مستعدين تفتحولنا بلادكم لمزيد من التعليم وميكونش مكلف. نرسل النابهين من أبنائنا يتعلموا فى بلادكم ويشوفوا ويتعلموا. مستعدين تعملوا جامعات تقدم تعليم وثقافة حقيقية, الديمقراطية مش إن احنا نعلم الشباب فقط. لا. نعمل مناخ مناسب لانجاح هذه الديمقراطية. هل أنتم عندكم استعداد لهذا. هل عندكم استعداد توفروا فرص عمل فى دولة زي مصر عشان الناس تشتغل والفقر يقل. وده يبقي برنامج من برامج دعم الديمقراطية فى مصر. هل أنتم عندكم استعداد ان تشاهدوا مشاكل زى مشاكل العشوائيات بالملايين فى مصر وتساهموا فيها عشان يبقى فيه مناخ حقيقى لديمقراطية حقيقية).
رويترز