قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن التسامح سيكون مع من اختلف من أجل الوطن ولا يمكن التصالح مع من اتخذ للعنف منهجاً ومن أجرموا في حق الوطن، ونطلع لبناء سوياً مستقبل يحقق العيش والعدالة الاجتماعية.
وأضاف السيسى خلال كلمته باحتفالية تنصيبه رئيسًا للجمهورية بقصر القبة أنه لا مكان لمن قتل أبناء مصر ولا تهاون مع من يستخدم العنف ويريد تعطيل مستقبل مصر، مؤكدًا أنه لن يسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحياتها.
ونوه الرئيس إلى أن القوات المسلحة التى تعد مصنع الرجال والتى كان لها دور أساسى فى الانتصار لإرادة الشعب فى ثورتى 25 يناير و30 يناير، وأحبطت المخططات التى تهدف إلى هدم وتقسيم مصر.
وأوضح السيسي أن الجيش سيظل من الشعب وإلى الشعب، مشيرًا إلى أنه لم يسع يوماً إلى منصب سياسى وأنه تعلم أن حياته فداء للوطن داخل القوات المسلحة.
وتابع الرئيس السيسى أنه سيقوم بإطلاع الشعب على حقيقة الأوضاع، مؤكدًا أنه سيتم الحفاظ على حقوق الفقراء وسيتم تنمية المناطق المهشمة وحماية الفكر والإبداع والانفتاح بالحفاظ علي الهوية المصرية.
وفيما يلي كلمة الرئيس السيسي:
السيد المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية السابق، الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصري العظيم، إسمحوا أن أتقدم بأسمى آيات التقدير والعرفان للسيد المستشار الجليل عدلي منصور على ما قدمه من عمل وطني عظيم، ولقد أنجزتم يا سيادة المستشار الإستحقاقين الأول والثاني من خارطة المستقبل لشعب مصر على الوجه الأكمل, وإنني بدوري أعاهدكم وأعاهد الشعب المصر بأنني سأسهر على إحترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص دستورنا هذا، كما أعاهدكم أيضا على إنجاز إستحقاقنا الثالث وفقا للجدول الزمني لخارطة المستقبل.
الإخوة المواطنون، أخاطبكم اليوم بعد أن أديت اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية مصر العربية، أقسمت أن أحافظ على النظام الجمهوري الذي أسست له ثورة يوليو المجيدة إحقاقا للحق وإرساء للعدالة والمساواة، وصيانة لكرامة المواطن المصري، وأن أحترم الدستور والقانون، دستورنا الجديد، دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني، دستور العمل والإرادة الذي يضم كافة أطياف مجتمعنا المصري ينظم العلاقة بين السلطات ويصون الحقوق والحريات للجميع، أقسمت أيضا أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، كل الشعب، فإنني رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر ولا إقصاء لأحد، فلكل مصري دوره الوطني، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.
الوطن الذي تعرض لتهديد حقيقي كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه، ولكن ثورتنا الشعبية في 30 يونيو إستعادت ثورة 25 يناير، وصوبت المسار وتصون الوطن ووحدته محافظا عليه.
الإخوة والأخوات أبناء الشعب المصري العظيم، لا أجد من الكلمات ما يعبر عن سعادتي بكم وصدق ظني فيكم أن فرحتي الحقيقية اليوم هي بمدى وحدة وتماسك الشعب المصري بقدر وعيكم السياسي ونضالكم الديمقراطي، لقد ضربتم للعالم أجمع مثالا في التحضر وتحمل المسؤولية، وبرهنتم علي أن قدرتكم لم تتوقف عند حدود اسقاط أنظمة مستبدة أو فاشلة وإنما ترجمتها عقولكم وأيديكم إلى إرادة ديمقراطية حقيقية تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع للمرة الثانية في أقل من خمسة أشهر.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة من عمر أمتنا ومصيرها، أجد مشاعري مختطلة ما بين السعادة بثقتكم والتطلع لمواجهة التحديات، وإثبات أن تلك الثقة كانت في محلها، الخوف من الله والرجاء في رحمته ومعونته أدعوه في كل صلاة متوكلا غير متواكل أن يوفقني ويعينني على آداء مهمتي على الوجه الذي يرضيه عني.
إن العقد الاجتماعي بين الدولة ممثلة في رئيسها ومؤسساتها وبين الشعب لا يمكن أن يستقيم من طرف واحد وإنما يتعين أن يكون التزاما على الطرفين، سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة منهجا لتطبيق عقدنا الاجتماعي، وكما سنتقاسم الاطلاع على حقيقة الأمر ونتشارك في الجهد والعرق سوف نجني معا أيضا ثمار جهدنا وتعاوننا إستقرارا سياسيا وإستتبابا آمنيا ونموا إقتصاديا متنوعا وعدالة اجتماعية وحقوقا وحريات مكفولة للجميع.
أبناء مصر الكرام، إن ثورتين مجيدتين في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو قد مهدتا الطريق الي بداية عزف جديد في تاريخ الدولة المصرية، يكرس للقوة وليس للقمع، وصيانة للسلام وليس للعدوان، ودفاعا عن دولة القانون والحق والعدل، يؤسس للقضاء على الارهاب وبث الأمن في ربوع البلاد مع صيانة الحقوق والحريات.
عزف جديد في تاريخ الدولة المصرية يدعم اقتصادا عملاقا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة، مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودي الدخل وتنمية المناطق المهمشة، يصون منظومتنا القيمية والاخلاقية، يعززها ويحميها، ويكفل للفنون والآداب حرية الفكر والابداع، ويؤمن ويرحب بالانفتاح ويحافظ على الهوية المصرية وطبائعنا الثقافية.
إن مصر الجديدة ستعمل من أجل المستقبل متفاعلة مع متطلبات الحاضر ومستفيدة من تجارب الماضي.
الإخوة المواطنون، إنني لست دعاة اجترار الماضي بهدف التوقف عند لحظات صعبة مضت ولن تعود، ولكنني من المؤمنين بضرورة الإعتبار من تجاربه للحيلولة دون تكرار السيء منها، وكما تعلمون فقد عاش وطننا فترة عصيبة قبل الثلاثين من يونيو، استقطاب حاد كان ينذر بحرب أهلية، سوء استغلال للدين للتستر خلفه لارتكاب أفعال تجافي صحيحه, وتكون الشعوب والأوطان هي الخاسر الأكبر كما رأيتم، ويضاف إلى ذلك ظروف اقتصادية متردية، ديون داخلية وخارجية متراكمة، عجز ضخم في موازنة الدولة، وبطالة مستفشية بين أوساط الشباب، سياحة متوقفة ونقص حاد في موارد الدولة من العملات الصعبة ونزيف في الاحتياط النقدي، ونقص حاد في موارد الطاقة وتهديد لأمننا القومي يطال موردا أساسيا من موارد وجود الأمة المصرية، وواقع اجتماعي لا يقل كارثية عن نظيريه السياسي والاقتصادي.
إن استقطابا دينيا حادا ليس فقط بين المسلمين والمسحيين، ولكن بين أبناء الدين الواحد، دعاوى تكفير تطلق هنا وهناك، وبدلا من أن يلتفت نظام الحكم القائم آن ذاك إلى ما يحيط بالوطن من أخطار كان يساهم فيما يحاك من مخططات تنال من وحدة شعبه وسلامته الاقليمية لتحقيق رؤى مشوهة ومفاهيم مغلوطة تتنافى مع مفهوم الوطن ومصالحه، فضلا عن تناقضها مع تعاليم ديننا الحنيف.
شعب مصر العظيم : لقد تعرفتم على رجل من رجال القوات المسلحة وما عبرتم عنه من تقدير وثقة فيه بتكليفكم لي في هذا المنصب إنما يعود بالأساس إلى موقف تلك المؤسسة العسكرية الوطنية العريقة من تطلعاتكم وآمالكم.
ففي اللحظة التي شرفت فيها بتولي رئاستها، إنها القوات المسلحة مصنع الرجال ورمز الالتزام والانضباط قلعة الوطنية المصرية على مر العصور، نؤمن جميعا بأن الفضل لله، ولكنه سبحانه وتعالى خلق الأسباب، ولقد شاء القدر أن يكون لهذه المؤسسة الوطنية دور أساسي في انتصار ارادة الشعب المصري في ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو.
فلقد انحازت القوات المسلحة المصرية إلى إرادة الشعب ونجحت باخلاص ووطنية رجالها في مواجهة ما دبر وخطط لضرب استقرار وأمن الوطن، فاذا تأملنا واقعنا الاقليمي سندرك تماما معنى ان يكون جيش الدولة وطنيا موحدا لا يؤمن بعقيدة سوى الوطن بعيدا عن اي انحيازات او توجهات وسيظل الجيش المصري من الشعب وللشعب يؤمن بان عطاءه ممتد حربا وسلاما وسيسجل التاريخ لقواتنا المسلحة دورها الوطني العظيم في الحفاظ على الوطن مصانا وعلى الشعب موحدا.
المصدر: وكالات