أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن سياستنا هي تثبيت دعائم الدولة ومعالجة جميع الأسباب التي تؤدي إلى إسقاط الدولة المصرية، موضحًا أن كافة المحاور التي عملنا بها كانت ضد فكرة هدم الدولة ، مشيرًا إلى أن التاريخ سيسجل دور القوات المسلحة في حماية وتثبيت دعائمها.
وقال الرئيس السيسي- في تعقيب له عقب ختام جلسة- “صناعة الدولة الفاشلة وآليات المواجهة”، بالإسكندرية اليوم الثلاثاء – إنه يجب العمل على دعم الروح المعنوية للشعب في مواجهة محاولات إضعاف الدولة.
وأوضح الرئيس أن هدفنا لمدة أربع سنوات هو استراتيجية تثبيت الدولة المصرية، وكانت محاورها التصدي لمحاولات إفشال الدولة وإضعافها من خلال الدخول في أركان الدولة تحت دعوى الإصلاح .
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه من ضمن أهداف مشروع قناة السويس هو بناء الدعم المعنوي للشعب المصري، بعد فترة صعبة استمرت أربع سنوات أو أكثر، وكان الهدف أن نرفع الروح المعنوية للشعب حتى يستطيع أن يصمد عامًا لتنفيذ المشروع، وأن تكلفة المشروع لم تكن كبيرة من أجل الحفاظ على دولة قوامها 90 مليون مواطن.
وتابع الرئيس قائلاً إن الدولة مستعدة لتقديم الدعم المادي للإنتاج السنيمائي ، والعمل على تنمية الشعور الوطني لدى المواطنين، مطالبًا بتشكيل مجموعة عمل بقيادة الدكتور مدحت العدل لكي تعمل على تصور متكامل من أجل تقديم أعمال تهدف لمواجهة محاولات إضعاف مصرنا.
وشدد السيسي على أهمية دور الإعلام في تشكيل “فوبيا” لدى المواطن ضد إفشال الدولة المصرية، لأن الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة هي مناخ خصب للنقد والهدم، وهذا النقد يؤثر في ثبات الدولة المصرية، لذلك يجب على المواطن أن يعلم أن هناك فترة زمنية صعبة نمر بها ونسعى أن لا تطول.
ونوه الرئيس السيسي بأنه بفضل صلابة الشعب المصري والقوات المسلحة، تم انقاذ مصر من الاقتتال، قائلاً “ربنا أراد أن يكون هناك جيش بهذا المستوى وسيأتي يوم التاريخ يعرف ما فعله الجيش للدولة المصرية، الجيش لا يدافع فقط بل يعمل من أجل تثبيت الدولة المصرية في وقت تمر فيه مصر بظروف صعبة، ويجب وضع ذلك في مدارسنا وجامعاتنا وإعلامنا ضمن الممانعة التي نريد أن نشكلها لحماية بلدنا وليس لحماية نظام”.
وكانت جلسة ” آليات مواجهة صناعة الدولة الفاشلة ” التي حضرها الرئيس السيسي، قد بدأت بعرض لأحد الشباب حول تطور مفهوم الحروب، حيث كانت في الماضي تتخذ شكلا تقليديا يتمثل في القتال بين الجيوش في ميادين المعارك، ثم تطورت لتهدف إلى إحداث ضعف وأزمات داخلية في الدول وإضعاف قدراتها المعنوية وطمس هوية المجتمع، وهذه العناصر تحول الدولة من قوية الى ضعيفة ثم الى فاشلة ثم الى دولة عرضة للانهيار، مايمثله خطرا على دول الإقليم والعالم ويهدد بتحول سكانها الى لاجئين، ويمهد الطريق امام القوى الخارجية للتدخل.
وأوضح أن هناك آليات لمواجهة حدوث الدولة الفاشلة، مثل وجود قيادة حكيمة رشيدة قوية لإرساء قواعد القوة في المجتمع والدولة، ومثل التعافي الأمني لحماية الدولة وتأمين قدرتها على البقاء في الإقليم الجغرافي، ويشمل ذلك القضاء على الجماعات الارهابية، ودعم البناء الفكري والتوافق المجتمعي، إلى جانب التحول الى دولة مؤسسات، وادخال إصلاح اقتصادي وإقامة مشروعات كبرى للقضاء على البطالة وزيادة الانتاج، ووجود مشاركة سياسية حقيقية من جانب المواطنين، وتعزيز العلاقات الخارجية، وإعادة منظومة القيم لبناء مواطن إيجابي في مجتمع منتج لترسيخ قوة الدولة.
ثم تم عرض فيلم في الجلسة يوضح مسار الحروب منذ القدم والتي أسهمت في تغيير خريطة العالم، حيث ظلت الحروب لفترات طويلة تعتمد على الجيوش التقليدية النظامية وهو ما يعرف باسم حروب الجيل الاول، ثم جاءت حروب الجيل الثاني مع الحرب العالمية الاولى مع استخدام قوة نارية هائلة بالمدفعية، وظهر الجيل الثالث مع الحرب العالمية الثانية عن طريق الهجمات الخاطفة والمناورات التي تقوم على السرعة والمفاجأة والتشويش الذهني للعدو، وتلى ذلك الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة مع مواجهات غير مباشرة بينهما في مناطق أخرى من العالم.
وبعد ذلك جاءت حروب الجيل الرابع التي تقوم على استخدام مجموعة من الوسائل التكنولوجية والإعلامية والأمنية لتحويل الحرب الى صراع بين الدولة ومجموعات مسلحة لتحقيق التفتت الداخلي وإرغام العدو على تنفيذ إرادة القوى الخارجية، وهي تعتمد على وسائل نفسية أكثر منها عسكرية مثل اثارة التمرد وحرب العصابات والحصار الاقتصادي وضرب الاسواق.
وأوضح الفيلم ان الاعلام كان في السابق مجرد اداة لنقل اخبار الحروب، أما الآن فقد أصبح لاعبا رئيسيا في الحروب، وإدارة للمعارك عن بعد لتقسيم الدول أو اضعافها.
وأشار الفيلم الى تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندليزا رايس تقول فيها انه تم منح دعم مالي لمنظمات للمجتمع المدني ليست مسجلة لدى الحكومة الامريكية تحت ذريعة التحول الديموقراطي.
المصدر: النيل للأخبار