حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن يوجه رسالة تحية وتقدير وإحترام للشعب المصرى قبل أن يبدأ سيادته فى إلقاء كلمته الرئيسية اليوم أمام الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الدولى التاسع لتحالف الشمول المالى المنعقد فى شرم الشيخ .
وقال الرئيس السيسى / إن مايحدث فى مصر حاليا هو أمر غير مسبوق/ .. وأضاف قائلا “إننى أحدثكم عن الشعب المصرى الذى يخوض بكبرياء وشرف وعزة معركتين فى منتهى الأهمية” .
وأوضح الرئيس أن أول هذه المعارك هى معركة الشعب المصرى للتصدى للإرهاب بصدق وقوة، ليس فقط للدفاع عن مكانة مصر وإستقرارها ولكنه يخوض هذه المعركة أيضا نيابة عن العالم بأسره بتواضع .
أما المعركة الثانية التى يخوضها الشعب فهى معركة التنمية .. حيث تحمل الشعب المصرى ويتحمل الإجراءات الإقتصادية الضرورية بكل صبر وقوة تعكس إصراره على تغيير الواقع الصعب فى إنجاز سيسجل فى تاريخ الشعب المصرى العريق والتاريخ الإنسانى .
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السيدات والسادة ضيوف مصر الأعزاء ..الحضور الكريم.. اسمحوا لي في البداية أن أوجه لكم جميعا كل التحية والتقدير على حضوركم وتواجدكم معنا هنا في مصر .
وقبل أن أبدأ كلمتي فإن تواجد أكثر من 95 وفدا في مصر .. هذا التواجد والحضور في بلدنا هو ثقة كبيرة وتقدير كبير نحن نعتز به ونشكركم عليه والحقيقة أنتم من دول كثير ويمكن أن تكونوا مهتمين بحاجات كثيرة .. لكن ما يحدث في مصر أمر غير مسبوق .. لكن أنا عايز أكلمكم عن الشعب المصري اللي بيخوض بكبرياء وشرف وعزة معركتين في منتهى الأهمية .. واخبركم باختصار شديد .. الشعب المصري يخوض معركة الارهاب بصدق وبقوة ، يمكن بس مش للدفاع عن مكانته ودولته لكنه بيخوض ده بالنيابة عن العالم كله .. وبيخوضها منذ أربع سنوات بتواضع بمفرده ، وبرغم ذلك بيخوض معركة أخرى معركة التنمية .. ويمكن الإجراءات الاقتصادية التي عملتها مصر واللي سمعتموا عنها وبتسمعوا عنها .. الجندي المجهول الحقيقي هو الشعب المصري ، تحملها ويتحملها بكل قوة وصبر .. كان لازم اقول هذا قبل ان اتحدث معكم .. من أجل تسجيل تقديري وإحترام .. وأنا أتصور أن هذا الشعب يسجل في تاريخه والتاريخ الإنساني منذ 7 آلاف سنة حضارة عظيمة .. بيسجل الآن تغيير واقع هو مصر على تغييره .
اسمحو لي في البداية أن ارحب بكم باسم شعب مصر وأعرب لكم عن تقديرنا لاختيار مصر لاستضافة مؤتمركم السنوي الذي أصبح حدثا هاما لجدية موضعاته وعمق مناقاشته وما يتخذه من توصيات وقرارات اكدت أن للشمول المالي آثاره الفاعلة على سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعات العالم كلة .
السيدات والسادة .. إنني على يقين من أن اختيار التحالف الدولي الشمولي لمصر لاستضافة هذا المؤتمر قد استند لمعايير موضوعية ورصد دقيق لما تشهده مصر من سياسات اصلاح جادة تنعكس نتائجها على تزايد ثقة العالم في إننا نسير في الاتجاه الصحيح بثبات وإصرار .
وأقول لكم بصراحة ووضوح إننا انطلقنا وفق رؤية وطنية خالصة شخصنا فيه أوضاعنا ومشكلاتنا بكل تجرد وصدق مع الذات فقمنا بصياغة استرايجية مصر للتنمية حتي عام 2030- حيث حددنا أهداف وأولويات قابلة للتطبيق، واستخدمنا آليات وأدوات مدروسة ومنظمة والتزمنا بتوقيتات محددة وطبقنا السياسات والقرارت اللازمة التى تأخرها بعضها لعهود طويلة ، وبعضها كان حتميا إن أرادنا اصلاحا حقيقيا خاليا من العهود الوهمية والشعارات البراقة ومستندين في ذلك لثقة الشعب المصري .. حملنا الأمانة والمسئولة .. شعب عظيم .. أتوجه له بكل التحية والاحترام لصموده وقدرته على مواجهة التحديات الصعبة وللحكمة والوعي والرصيد الحضاري الذين يتمتعا بهما.
وأوكد لكم جميعا أن مسار الإصلاح بدأ يؤتى ثماره حيث أسفرت القرارات الاقتصادية الحاسمة التى تم اتخاذها بالوصول بحجم الاحتياطى النقدى إلى ما يزيد عن 36 مليار دولار وهو ما يعد انجازا فى إطار الزمن والظروف التى احاطت بمصر منذ ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 . كما نجحنا فى محاصرة سوق العملات خارج النظام المصرفي مما قوى من إمكانيات وموارد بنوكنا وامتدت التأثيرات الإيجابية لتزيد من قدرتنا التنافسية فى التصدير وانخفاض عجز الميزان التجارى وجذب الاستثمارات من الداخل والخارج .
ومن ناحية أخرى وصلنا بمعدل نمو الاقتصاد إلى 4.9 % خلال الربع الأخير من السنة المالية الماضية 2016/2017 مقابل4.1% فى الربع السابق له و 2.3 % خلال الربع المقابل من السنة المالية 2014/2015.. كما انخفض عجز الموازنة إلى 9.5 % خلال الربع الأخير من السنة المالية السابقة 2016/2017 مقابل 11.5 % خلال الفترة المماثلة السابقة له وقد وضعنا هدفا لنا وهى خفض معدلات التضخم لما يقرب من 13% فى عام 2018 .
وفي إطار تشجيع الاستثمار ودعم الشباب قامت الحكومة في الفترة الماضية باتخاذ عدد من الاجراءات الهامة حيث تم اصدار قانون موحد يقدم أفضل حزمة مزايا جاذبة لكل مجالات ومستويات الاستثمار.. كما تم تقديم مبادرات متواصلة لدعم المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة باعتبارها ركائز أساسية في تنمية الاقتصاد والقدرة الانتاجية واتاحة فرص العمل للشباب بما يزيد من مواردنا ويمكنا من المنافسة على كل المستويات .
السيدات والسادة : إنني أطرح ذلك كله في ضوء أن الشمول المالي أصبح هدفا رئيسيا من أهداف استراتيجية دول العالم بما له من علاقة وثيقة بتحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي فضلا عن آثره على حياة الشعوب وأحوالها المعيشية خاصة الفئات الأكثر الاحتياجا .
إن مصر تتطلع لأن تكون دولة رائدة في مجال الشمول المالي حيث نعمل على بدء مرحلة جديدة يتم خلالها تضمين المواطنين ماليا بما يساهم في تقليص الاقتصاد غير الرسمي كما نولي عناية كبيرة لتذليل العقابات التي تحول دون وصول الخدمات المالية الرسمية لكافة شراح الشعب والفئات المستبعدة ماليا ، وخاصة المرأة والشباب .
إنني على يقين من قدرة البنك المركزي على القيام بدور ريادي في التنسيق بين كافة الاطراف المعنية بالدولة للعمل على تحقيق الشمول المالي ليتحول من مفاهيم وسياسات إلى إجراءات تنفيذية وواقع عملي نجني جميعا ثماره .
السيدات والسادة الحضور الكريم : أرحب بكم مرة أخرى في مصر وأؤكد تقديرنا البالغ للتحالف الدولي للشمول المالي لما يبذله من مجهودات في هذا المجال وأتمنى أن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة منه ، ويخرج بتوصيات عملية وفعالة للارتقاء بالشمول المالي .. كما أشيد بدور البنك المركزي المصري لجهوده في تعزيز الشمول المالي في مصر فالتجارب العاليمة أكدت الدور المحوري للبنوك المركزية في الدفع بالشمول المالي بإلى الأمام في إطار المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية .