قام الرئيس عبد الفتاح السيسى مساء أمس الإثنين، بزيارة إلى مقر مجلس الشيوخ الفرنسي ، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للسيد الرئيس وتم استعراض حرس الشرف.
وعقد الرئيس اجتماعًا مع رئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشيه، في حضور عدد من أبرز أعضاء المجلس، ومن بينهم رئيس مجلس الوزراء السابق جان بيير رافاران، وعمدة مارسيليا جان كلود جودان.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أعرب لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي عن التعازي باسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية، منوهًا إلى أن الشعب المصري الذي عانى من ويلات الإرهاب يدرك تمامًا مدى الألم الذي يستشعره الشعب الفرنسي الصديق. وأكد الرئيس تضامن مصر مع فرنسا على المستويين الرسمي والشعبي، وأهمية العمل معًا لدحر هذا التهديد المشترك.
من جانبه، أعرب لارشيه عن تقدير بلاده، حكومة وشعبًا، للمواقف المصرية الداعمة لفرنسا وشعبها في مثل هذه الأحداث العصيبة. وأشاد بما شهدته العلاقات الثنائية من تطور وتنامٍ ملحوظ في كافة المجالات، منوهًا إلى أهمية تحقيق مزيدٍ من تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين لمواجهة كافة التحديات المشتركة وتحقيق مصالح الشعبين. وفي سياق متصل، أشاد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بالسياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادة السياسية المصرية، والتي كان لها أكبر الأثر في استعادة مصر لدورها الرائد وموقعها المتميز على الساحة الدولية.
وقد توافقت رؤى الجانبين حول أهمية تبني مقاربة شاملة للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتفنيد أيديولوجيتها، وهو الأمر الذي يستدعى توظيف كافة وسائل الاتصال والتقنية الحديثة لمواجهة فكر تلك التنظيمات الهادف إلى تجنيد المقاتلين الأجانب والترويج لأفكارهم المتطرفة.
وقد تناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو على الصعيد الإفريقي، حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية مكافحة الإرهاب في كل من سوريا وليبيا، وكذا في منطقة الساحل الإفريقي، منوهين إلى أهمية الحفاظ على كيانات الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب في هاتين المنطقتين، ودعم مؤسساتها وصون مقدرات شعوبها التي تتطلع إلى إرساء الأمن والاستقرار من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشاد لارشيه بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين والتي يتعين تنميتها وتعزيزها في كافة المجالات، ومن بينها الصعيد البرلماني. ووجه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي التهنئة للسيد الرئيس على قرب اختتام المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، معربًا عن اعتزام بلاده تنمية العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب تشكيل مجلس النواب المصري الجديد.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين مجلس النواب الجديد عقب تشكيله والبرلمان الفرنسي في ضوء أهمية تفعيل الجانب البرلماني في العلاقات بين البلدين لما له من تأثير إيجابي على دعم تلك العلاقات على المستوى الشعبي، فضلًا عن تعزيز التواصل السياسي والثقافي والإنساني بينهما، وزيادة الوعي بالظروف والتحديات المشتركة، والتقريب بين الثقافات وتنمية روح التسامح واحترام الآخر. ووجه الرئيس الدعوة لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي لزيارة مصر على رأس وفد من المجلس للتعرف عن قرب على التطورات المهمة التي شهدتها مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي وكذا لبحث سُبل تطوير العلاقات المصرية-الفرنسية وآفاق تفعيلها، فضلًا عن الاستماع إلى رؤية مصر إزاء الملفات الإقليمية والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.